ضربة قوية تلك التي تلقتها جماعة العدل والاحسان، يوم الثلاثاء، على يد السلطات المحلية، ثلاث بؤر على امتداد مدن الدار البيضاء والقنيطرة وانزكان كانت تمارس فيها الجماعة العمل السري الذي يحرض على ارتكاب اعمال ذات طبيعة خارجة عن القانون ومرتبطة بأنشطة التجنيد الايديولوجي في بيئات هشة يسَهّل على عملاء الجماعة الميدانيين عمليات غسيل الدماغ ونشر الافكار المتطرفة والهدامة التي يدعو اليها مرشد الجماعة الراحل عبد السلام ياسين في أدبياته.
وعلى ما يبدو -وكما تؤكده المعطيات الأولية على الارض، وبالنظر الى آخر عملية ضبطٍ لأوكار التجنيد في مدينة وجدة- فان هناك إشارات واضحة لا يمكن تجاهلها تدل على أن الجماعة المحظورة قد طورت سياسة ممنهجة وأكثر جرأة في التوسع مستغلة أجواء الانفتاح السياسي والحراك الديموقراطي الذي تشهده البلاد، وذلك من خلال انشاء مراكز سرية تعمل تحت الارض وبشكل يعتمد أساليب التمويه والنصب والاحتيال، واستغلال سافر لتراخيص البناء السكني لتحويل العقارات الى مقرات نمو ايديولوجي وتجنيد ارهابي، ومتمترسين في سبيل تحقيق غاياتهم التخريبية المغرضة تحت غطاء الدعوة والاجتماعات الروحانية من اجل تحشيد الشباب في المناطق الشعبية وإفراغهم بالتدريج في تشكيلات ووحدات مشحونة بأجواء الدوغمائيات الجهادية وإعدادهم للنفير العام في الوقت المناسب.
ويبدو حسب جغرافيا هذه البؤر كونها تتوزع من الشرق الى الغرب، من الشريط الحدودي الى الشريط الساحلي، ومن الشمال الى الجنوب، وهي من الاتساع والشمول بحيث تغطي الحواضر الكبرى (الميتروبوليتان) كما تغطي القرى والمداشر.
وحسب ما أوردته جريدة كواليس اليوم من صور من عين المكان للبؤر المضبوطة مؤخرا، فإننا نلاحظ تماثلا في الشكل الهندسي والحجم والمرافق وايضاً الادوار التي تتوخاها الجماعة من هذا المشروع التجنيدي الكبير الذي بدأت ملامحه تطفو الى السطح، والتي تنم عن نية مبيتة لزعزعة الاستقرار الروحي والأمني في المملكة و ترقى الى مستوى المخطط المشبوه في الإعداد لتحركات واسعة وراديكالية في المستقبل المنظور.
طه لمخير