قبل سنوات، كان الكل يدعو إلى دولة الحق و القانون، وإحقاق الحق وتوقيف الظلام حتى لا يحجب شمس المغرب.
اليوم، وبعد أن سار المغرب في درب الضوء الحقوقي والقانوني، بشكل أكثر جرأة، تعود الغربان إلى النعيق، ويخرج علينا من يدعي عكس ما نعيش.
تجد المناجب في كل مكان، والمغتسلين في حمامات العدل و الإحسان، يلوثون أوكسجين الحرية المغربية بإدعاءاتهم أولا، وبسلوكهم المريب و المشبوه ثانيا.
تلك ملة وعقيدة من تعودوا الاصطياد في الماء العكر، اليوم كل صفحات مياهنا واضحة، وصافية وحجر الواد لن يوقف السباحة نحو شواطئ الاستقرار.
مناسبة هذا القول، رغم أن الحديث عن مثل هذه الترهات المروجة من طرف أعداء المغرب لا تحتاج إلى مناسبة، هو قرار إغلاق "مقرات" العدل و الإحسان، وهو قرار له ما يبرره في السند القانوني، وطبعا في سند الحفاظ على عقيدة المغاربة ونقائها من شوائب الترهات المتطرفة. وأيضا وهذا هو الأهم تسخير تلك المقرات لأغراض منافية لما يتم إظهاره.
وحتى نكون أكثر دقة، ونوضح "بالخشيبات"، فالحق عندنا هو باطل عند أولائك، والباطل عندنا هو حق عندهم. ويكفينا هذا الفهم الخاطئ والإعوجاج البين في النية و العمل والسلوك حتى نتبين مدى فداحة الإبقاء على مثل هذه الخفافيش تعيث فسادا في نهارنا المغربي المنفتح والمستقر والآمن.
قد يبدو الخبر إذا حرف عن موضعه، مهولا، لكنه في حقيقة الأمر هو خبر مطمئن جدا، عندما نعلم أن "الفيلات" تحولت إلى أماكن للوضوء والصلاة على مذاهب ما أنزل الله بها من سلطان، وإلى مختبرات لغسل الأذمغة من كل ما يمت بصلة لعقيدة المغرب.
تلك بعض من ملامح الطريق الذي اختارته هذه الجماعة لنفسها، وسارت فيه مند مدة ولم يعد مسموحا مطلقا أن نسمع نعيق بوم ضمن سمفونية المغرب الحديث.
وحتى نظل يقظين، فمقراتهم ليست سوى لوحة إشهارية لما يبطنون من وعيد للمجتمع، فهم أينما وليت وجهك، يجدون منفذا "لأفكارهم" المظلمة، ويزرعون بذورها في الخواء... وأرض المغرب خصبة لكنها لا تقبل البذور الفاسدة بكل بساطة..
عبدالعزيز المنيعي