|
|
|
|
|
أضيف في 05 فبراير 2019 الساعة 00 : 14
العلم هو أساس التمدن، والتطور، بل هو التمدن نفسه. العلم والمعرفة :قال الله تبارك وتعالى: (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وقال سبحانه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) وقال سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) وقال سبحانه : (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) الخطوة الأولى: صياغة السؤال /المشكلة (فكرة البحث ) كيف، ماذا، متى، من، لماذا، أو أين؟ عشرات الأسئلة نطلقها بشكل يومي. لذا، لا عجب أن تكون هي نقطة البداية لمعظم الاكتشافات الجديدة، إذ يبدأ طريق البحث العلمي عندما تطرح سؤالًا عن شيء تراه أو مشكلة تلاحظها، وبالطبع ليس أي سؤال يصلح كنواة لبحث علمي جديد، إنما ينبغي أن يكون مرتبطًا بتخصصك أو على الأقل ضمن اهتماماتك فعليًا، وليس سؤالًا عابرًا أو تحمس لحظي ! عليك في هذه الخطوة تحديد الفكرة التي تريد العمل عليها، أو المشكلة التي تسعى لإيجاد حل لها وعلاجها من خلال مشروعك البحثي، وليكن اكتشاف طريقة مبتكرة للحد من حوادث الطرق، أو العثور على علاج جديد لأحد الأمراض.ولابد أن يكون السؤال شيئًا قابلًا للقياس، ويُفضل أن يكون بالإمكان عده. الخطوة الثانية: الخلفية العلمية العلم تراكمي، وبالطبع أنت تريد أن تضيف جديدًا. لذا، خذ وقتك في هذه الخطوة بالغة الأهمية، إذ أنّ البحث ومحاولة تجميع كل المعلومات الممكنة ذات الصلة بالموضوع لمعرفة آخر ما توصل إليه من سبقوك في نطاق بحثك. يجنبك تضييع مزيد من الوقت والجهد في تكرار أخطاء، أو حتى الوصول لنتائج كان قد تم الوصول إليها وإثباتها من قبل بالفعل ! قم في ذلك بالاعتماد على مصادر ومراجع موثوقة، وليس الاعتماد على مقالة عشوائية مجهولة المصدر على الإنترنت مثلًا، مع تنظيمها وحفظها بالتدوين؛ لتسهيل الرجوع والاطلاع عليها بسرعة لاحقًا متى تحتاج إليها. الخطوة الثالثة: الفرضية إنّها تخمين مدروس، وهنا بعد أن اطلعت على كافة المعلومات المتاحة تبدأ بافتراض إجابة لسؤالك، فالفرضية هي محاولة للعثور على رد السؤال، وإيجاد حل للمشكلة مع تفسير يمكن اختباره. الفرضية الجيدة تسمح لك بالتنبؤ بالنتائج، على هذا النحو “إذا [فعلت هذا]، ثم [هذا]؛ سيحدث [هكذا] والسبب هو …” أي عليك إقرار كل من الفرضية والنتائج المُتوقعة التي ستقوم باختبارها على حدٍ سواء، وكما قلنا يجب أن تكون التوقعات سهلةً أو قابلةً للقياس الخطوة الرابعة: التجربة لإثبات صحة أو خطأ الفرضية عليك اختبارها عمليًا. لذا، ستقوم في هذه الخطوة بتصميم بروتوكول دقيق بحيث يتضمن خطوات العمل بالترتيب لمزيد من التنظيم + الأدوات المُستخدمة في التجربة أو التجارب، ويجب أن تكون تلك التجارب قياسيةً. ذلك، بالتأكد من القيام بتغيير عامل واحد فقط كل مرة مع الحفاظ على ثبات جميع الظروف التجريبية الأخرى، كما ينبغي عليك أيضًا تكرار تجاربك عدة مرات للتأكد من أنّ النتائج الأولى حقيقية، ولم تكن مجرد حادث. هنا تجدر الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية تلي البروتوكول؛ ألا وهي الاستعانة بأحد المتخصصين للإشراف على المشروع البحثي الخاص بك، ومن الضروري التوعية بمعايير اختيار هذا المشرف بعناية؛ كأن يكون شخصًا محل ثقة ذو سمعة طيبة، وإلّا من يدري، فربما تتعرض للسرقة البحثية ! وأن يكون ذا مكانة علمية بحيث يتمكن من توجيهك بشكل عام، ومساعدتك على الدخول في المعامل وإجراء تلك التجارب وغيرها من التسهيلات، حتى أنّه قد يدعمك للحصول على منحة تمويلية. بالطبع كل هذا متى نجحت في إقناعه بفرضيتك والبرتوكول الذي وضعته لاختبارها. لذا، عليك أن تبذل جهدك في الأمر. الخطوة الخامسة: تحليل البيانات ورسم استنتاج بمجرد اكتمال التجربة، يمكنك جمع النتائج وتحليلها للتحقق مما إذا كانت تدعم فرضيتك أم لا، فإذا وجدت أنّ النتائج غير دقيقة أو لم تدعم فرضيتك. في مثل هذه الحالات يقوم العلماء بتبليغ نتائج تجربتهم، ثم يعودون بضع خطوات للخلف لتعديل التجربة، أو إنشاء فرضية وتنبؤ جديد استنادًا إلى المعلومات التي تعلموها خلال تجربتهم. ذلك، بعد معرفة أسباب عدم صحتها على وجه التحديد، وحتى لو وجدتها داعمةً لفرضيتك، فقد ترغب في اختبارها مرةً أخرى بطريقة جديدة لمزيد من التأكيد من اليقين أن الحاجة الى الدراسات والبحوث والتعلم اليوم أشدّ منها في أي وقت مضى؛ فالعالم في سباق للوصول الى أكبر قدر من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان، وتضمن له التفوق على غيره. واذا كانت الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيراً للبحث العلمي فذلك يرجع الى انها أدركت أن عظمة الأمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية. والبحث العلمي ميدان خصب ودعامة أساسية لتطورها وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها . الخطوة السادسة: النشر الآن، بعد تحليل البيانات والحصول على النتائج. ستقوم بإبلاغها في تقرير نهائي أو ورقة علمية، فالعلماء المتخصصين يفعلون نفس الشيء تقريبًا بالضبط من خلال نشر تقريرهم النهائي في مجلة علمية، أو من خلال تقديم نتائجهم في مجلد أو الحديث في اجتماع علمي. وفيما يلي نوجز شروط ونصائح النشر العلمي: – بدايةً، اجعل هدفك الرئيسي من النشر هو “المساهمة العلمية”، فمن الممكن أن تكون قد توصلت لنتائج رائعة، إنما لا يتم قبولها لأنّها لم تُعرض بطريقة جيدة. لذا، اهتم بتسويق أفكارك وعرض نتائجك من جديد على النحو الذي تستحقه، ولا تيأس، فحتى الأوراق البحثية لأكبر العلماء والمتخصصين مُعرضة للرفض، وتُرفض أحيانًا، ولكن تقبل الأمر سريعًا واعرف أسبابه، وتعلم من تجربتك لتطوير عملك القادم. – عند انتقائِك لمجلة ما. تأكد أولًا من أنّ رسالتها تتفق مع موضوع بحثك أو ورقتك، ومن الأفضل أن تقوم بإدراج شيء من أوراقها كمرجع، وبالتالي فإنّ اختيار أحد المجلات بعينها يعتمد بشكل كبير على اطلاعك بآخر ما نُشر بها. – من الهام إقناع مشرفك بمدى أهمية النشر بالنسبة لك، وإشراكه في كل الخطوات. – فكر جيدًا في حقوق النشر، واعلم أنّ حفظ الحقوق الخاصة بك يبدأ بحفظك حقوق الآخرين؛ فابتعد عما يُسمى بالـ plagiarism، والتزم بأخلاقيات البحث، وعدم تزوير أي نتائج. – لا تكن شكاكًا وتفقد الثقة في كل من حولك وتخالهم يسرقون فكرتك، بل جد شخصًا تستطيع الوثوق به، وتناقش معه واستشيره حول المحتوى وطريقة العرض واللغة. – راجع الكتابة مرارًا وتكرارًا؛ للتأكد من سلامة اللغة والتدقيق اللغوي. – اقرأ بدقة كامل التفاصيل المتعلقة بالنشر في المجلة التي وقع عليها الاختيار، فلكل مجلة خطوات ومعايير يجب اتباعها، وإلّا رُفض البحث. – التزم بالترتيب القياسي لعناصر الورقة، مع استخدام مراجع تتمتع بالحداثة، وأساليب إحصائية ملائمة … – يجب أن تكون رسالتك مفيدةً مثيرةً للاهتمام، وأن تكون مُقدمةً بأسلوب كتابة علمي منطقي وبناء مُنظم سليم، وأن تكون أهميتها واضحةً لتوفير الوقت بحيث يسهل على المحررين والمراجعين فهمها. وإن من ضمن أهم متطلبات المجتمع هو الوصول إلى مراتب عاليـة في ابتكار التقنيات المتقدمة والتقدم التقني والتكنولوجي ، ولا يتم ذلك إلا بتفعيل رسالة الجامعات في تنشيط حركة البحث العلمي ، وربط البحث العلمي في الدراسات العليا بقضايا التنمية وفتح قنوات التعاون والتنسيق والاتصال بين الجامعات وقطاعـات التنمية المختلفة . لقد صار عدد البحوث العلمية المنشورة، وجودتها في عالم اليوم مقياساً لتقدم الأمم، ووعيها ورقيها الاجتماعي، مما يستوجب تعليم النشء منذ الصغر أفضل الممارسات والتطبيقات المعمول بها في مجال إعداد البحوث العلمية، بما في ذلك مهارات جمع المعلومات، وتبويبها، وتحليلها. بالإضافة لمهارات التحليل الناقد والتفكير الإبداعي والاستدلال والاستنتاج العلمي. ذلك أن البحث هو وسيلة المعرفة الرصينة، وان المهارات تتطور وتُصقل بمرور الزمن، تعززها الممارسة الواعية والتراكم المعرفي في زمن التفجر المعلوماتي بالغ التعقيد. فالباحثون في شتى مراحلهم الدراسية أكاديمياً ومهنياً في مدارسنا وجامعاتنا اليوم هم علماء الغد، وبدعمنا لهم – مهما كان نوع هذا الدعم سوف نساهم في إعدادهم، لأنهم يشكلون رأس مالنا البشري .. أهم مكون في تنميتنا المستدامة. وهذا يدفعنا بشكل مستمر لتسليط الضوء على واقع البحث العلمي بمؤسساتنا العلمية والعمل على تطويره وسد الفجوات لدى الطلبة والباحثين. وبالرغم من التقدم المحرز إيجابياً في جامعاتنا المغربية، فهناك ثمة معوقات تعترض تطوير مهارات البحث العلمي منها عدم الوعي لدى بعض الطلبة وضعف دافعيتهم وقلة إدراكهم لأهمية البحث العلمي في حياتهم المهنية والعملية وضعف التواصل مع المتخصصين، كما يتطلب البحث العلمي مزيداً من البحث والمثابرة والصبر لاكتساب معارف جديدة وهي ثقافة قليلة الوجود في الوسط التربوي مما يتطلب مزيداً من التوعية لأن الطالب غير مهيأ منذ الصغر لهذه المتطلبات الكثيرة ، ولذلك يجب أن تُغرس هذه الثقافة في الطلبة منذ الصغر حتى تنضج المعارف ويفكر الطالب بصورة علمية وينتقد النتائج التي يتوصل إليها أو يؤيدها .. وختاماً يمكن القول والتأكيد على أن المعرفة قد أصبحت أهم مكون في الإنتاجية، كما من الإنسان به أن البحث العلمي هو الوسيلة الأنفع للحصول على المعرفة، وبناء عليه نرى أن يكون الاهتمام به شاملاً على المستوى الكلي والقومي وليس على مستوى الوحدات والمؤسسات ومن بينها المؤسسات التعليمية، ويعتبر الاهتمام الكبير بالطلبة لإجراء أبحاث علمية البذرة الأولى لخلق جيل مبدع ومبتكر، وواعي لأهمية البحث العلمي، وبالتالي تطوير قدراتهم لمعالجة مشكلات مجتمعهم بكافة المجالات العلمية، والتكنولوجية، والاقتصادية، والانسانية، والثقافية باعتبار أن الجامعات تشكل الرافعات المجتمعية في جميع مجالات الحياة. وفي النهاية عليك أن تعلم أنّ النشر العلمي هو مثل تعلم اللغة لن تجيدها حتى تمارسها، فابدأ باكرًا وتعلم من أخطائِك، وحَسّن نتائجك.
سكينة عشوبة طالبة وباحثة
|
|
1971 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|