خرجة جديدة لجواد بنعيسى، من خلال مقال كتبه ونشره على حسابه بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، هذه الخرجة خصصها للرد على مقال أحمد الشرعي.
طبعا المقال صياغته "معتبرة"، والمناطحة السياسية واضحة بشكل جلي، فالرجل "عندو ما يقول"، وربما لا ندري ما يقول.
المثير في مقاله الفيسبوكي، ليس الرد على الشرعي، وخوضه في السياسة و السياسيين، والاحزاب... بل إقحامه لفئة من المجتمع ليس لها في مناطحته أي شيء، لم تمسسه ولا تعرفه، وهي فئة العونيات، اللواتي صدحن بما أحسسن به وقلن ما لم يقله الكثير ممن كانوا يفكرون ولا زالوا كذلك دون أن يخلصوا إلى نتيجة.
" حتى العونيات اصبحن يخاطبن الملك مباشرة"، نعم سي جواد، الملك لم يضع وسطاء ليخاطبه شعبه، لست وحدك من لديه الحق للكلام في هموم البلاد و العباد.
هذا من جهة، اما الإستخفاف، بهذا الفن الشعبي الأصيل فتلك مذمة تتحملها وحدك، ولا مجال لمقاسمتها مع احد،
"حتى لعونيات.."، فيها نبرة إستخفاف واضحة و جلية، ولا مكان لمثل هذه الإهانة المقصودة، ولن تقول أنها زلة لسان، "الكلافيي" هو الذي كتب يا سيدي.
وللتوضيح فقط، لك الحق أن تنتقد كل من شاءت لك "الكانة" أن تنتقده، لكن ليس لك الحق مطلقا في الإستخفاف بفن شعبي أصيل، مثل فن العونيات.
ليس لك الحق مطلقا، فالعونيات وشيخات العيطة وخربوشة شاهدة، والركادة، والطقطوقة، والعلاوي، وأحواش وأحيدوس وكل هذه الفسيفساء الفنية الشعبية الأصيلة، كانت قبلك بكثير، وأطرت وعبأت وقاومت وناضلت ولم تنتظرك كي تقول لها شكرا، أو كي تستجدي خبز يومها.
اما ما تبقى من مقالك ردا على الشرعي فذاك يدخل في باب السجال السياسي و الفكري إن كان هناك فكر، وباب المكاشفة و الوضوح إن كان هناك وضوح طبعا.
اما والحال كله ملتبس، فلا مجال للوقوف عند تفاصيل مقالك..
ونستخلص فكرة واحدة، هي لا احد يملك مفاتيح السياسة في المغرب، ولا احد له حق الحجر على حرية تعبير الاخر فكريا وسياسيا، لا احد له الحق أن يتحدث نيابة عن احد... الكل مسؤول ما دام إرتضى لنفسه أن يدخل معمعة السياسة..