حينما قال الوزير المصطفى الرميد في خرجة إعلامية بأنه لا يقبل كمسؤول حزبي من مسؤولي البيجيدي أن يكون لهم "وجه في المغرب ووجه خارجه"، فقد كان يقصد فعلا ازدواجية خطاب زميلته البرلمانية أمينة ماء العينين، ويتطلع إلى القرار الحزبي الرادع في شأن "ارتدادها" عن ثوابت حزب المصباح وتخليها عن حجابها خارج الوطن.
في هذا السياق اعتبرت الفاعلة السياسية؛ نجيبة قسومي؛ أن مناقشة قضية أمينة ماء العينين تقتضي مناقشة "الموضوع في شموليته، انطلاقا من الحريات الفردية وحق الإنسان في ممارسة قناعاته الشخصية ويعيش حياته كيفما يختار "
أما الاستثناء -تقول نفس المتحدثة -فيتعلق بالبرلمانية ماء العينين على وجه الخصوص "فبالنسبة لي هي وجه من الوجوه التي تسلقت لمناصب المسؤولية بمؤسسات الدولة انطلاقا من تأثيرها على من منحوها أصواتهم بواسطة الزي الإسلامي وعلى أساس أنها محافظة وتؤمن بشعار ( حجابي عفتي) وتنتمي لحزب سياسي دو مرجعية دينية إسلامية".
وفي ردها على قول أمينة ماي العينين من خلال تدوينتها الطويلة تعقيبا على زميلها مصطفى الرميد والتي أكدت فيها أن " القرارات المتعلقة بما أرتديه من لباس حالا ومستقبلا هي شأن خاص لا علاقة للحزب به، لأنه لا يدخل ضمن شروط العضوية ولا ضمن التعاقدات مع المناضلين!"، حيث اعتبرت قسومي هذه الفقرة قد "أسقطت أمينة في تناقض صارخ "، وأوضحت ذلك بالقول أن الإنسان الذي يناقشك "بوجه مكشوف على الأقل تعرف مع من تتعامل، وأنا أرفض من يسوق عكس ما يؤمن به".
وأضافت قائلة : " صراحة نحن اليوم لا نعرف مع من نتعامل على أرض الواقع، هل نتعامل فعلا مع أناس ينتمون لحزب دو بنية إسلامية ؟ أم أن الأمر مجرد وسيلة للاتجار بالدين، والبيع والشراء في آمال الشعب المغربي باسم الدين الإسلامي؟ حقيقة هناك لبس ".
وبالرجوع إلى الانتقادات التي وجهها وزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد لزميلته في الحزب أمين ماء العينين فقد اعتبرتها نجيبة "مجرد تصفيات حسابات بينهما" خصوصا تضيف قسومي بأن "حزب العدالة والتنمية يرفض الانتقادات من خارجه ".
وأكدت في سياق حديثها عن ملف ماء العينين قائلة :"أظن أن الأمر قد انكشف واتضحت الرؤيا للمواطنين، والشعب المغربي فطن إلى حيل المتاجرة بالدين بعد سقوط أقنعة استغلال الدين في الممارسة السياسية"
وعن سؤال قالت نفس المتحدثة "بصفتي كحداثية أنا مع الحرية الشخصية، ومع أن يعيش المواطن حياته بالطريقة التي يعتبرها صحيحة وسليمة، شريطة الوضوح في المواقف وعدم وضع قناع الإزدواجية في الخطاب والممارسة ".
وأضافت قائلة أنه "مادام الحجاب ليس شرطا أساسيا للانخراط في حزب العدالة والتنمية، فكان من الأجدى بها أن تمارس حياتها بشكلها الطبيعي سواء في المغرب أو خارجه" لكن السؤال في نظر الأستاذة نجيبة هو " لماذا أنكرت صورها بدون حجاب في فرنسا..." مضيفة بأنها كانت " ستحترم ماء العينين لو كانت واضحة مع ذاتها. وسأحترمها أكثر لو أنها اعترفت بصورها دون اللجوء للمراوغة وتهديد المنابر الإعلامية بالمتابعة القضائية "
وختمت تصريحها قائلة " لوكانت تؤمن بالحرية لقالت دون تردد، تلك حريتي أمارسها عن قناعة، وتعترف كذلك أنها استغلت الدين والحجاب والزي (الشرعي) للتأثير على الناس واستقطابهم في حملاتها الانتخابية للنيل من أصواتهم ".