إدريس النجار
كان مثيرا لفت حضور آمنة ماء العينين إلى دورة جهة سوس ماسة، بعد ثلاث سنوات ونصف من الغياب كانت خلالها تتقاضى نهاية كل شهر 15 ألف درهما دون أن ّ تعتّب على بابها أو تقوم بأي مهمة لفائدة دافعي الضرائب.
وجلست ماء العينين بجوار رئيس بلدية أكادير، زميلها في الحزب، أولا، وثانيا ومناصرها في التشبث بالكرسي، الذي لم يتردد في إعلان الغضب على سعد الدين العثماني خلال مناسبات عديدة كان آخرها انسحابه من اللقاء الجهوي الذي عقدته الحكومة بجهة سوس ماسة.
جلست أمينة جلسة هادئة مستكينة على غير عادتها بجوار صقر من صقور ابن كيران على يمين المنصة حيث جلس الرئيس ونوابه والوالي، طيلة ثلاث ساعات لم تنبس ببنت شفة، ظل رأسها مركزا إلى الأسفل وفي بعض الأحيان تقتل الوقت بفتح هاتفها والاستغراق في تتبع وسائل التواصل الاجتماعي. لم تأخذ كلمة مثل عشرات الأعضاء، ولم تعلق في أي لحظة من أطوار الجلسة.
في حدود الواحدة بعد الزوال انتهت النقط المدرجة في هذه الدورة، فرفعها الرئيس ابراهيم حافيدي داعيا الجميع إلى وجبة غذاء من أجل الدخول بعد الظهيرة في جلسة أخرى لتقديم حصيلة الجهة بعد ثلاث سنوات من التسيير.
تسللت لحظتها ماء العينين متوجهة إلى «كولوار» مقر جهة سوس، حيث تناول العموم وجبة غذائهم، ولم تلتحق بوجبة الغذاء التي أعدت لمكتب الجهة والبرلمانيين وعمال الجهة الذين قدموا من أجل حضور الجلسة المسائية المخصصة لتقديم الحصيلة. ما أن تناولت الغذاء حتى تبخرت ولم تعد إلى فترة ما بعد الظهيرة.
تشبث أمنة ماء العينين بمقعدها عقد الأجواء بحزب المصباح على مستوى جهة سوس، منذ شهور وهم يلحون على البرلمانية المثيرة للجدل من أجل تقديم استقالتها وفسح الفرصة لواحد من إخوانها مادامت لا تحضر إطلاقا.
لكنها ظلت متشبثة بالمقعد، وبقيمة التعويض. في كل دورة وخلال ثلاث سنوات ونصف، تبحث عن سبب للغياب إما إدرايا أو صحيا، وقد اشتد إلحاح إخوانها مؤخرا من أجل تقديم استقالتها فردت عليهم بهذه الإطلالة.
حضرت جسدا وغابت فكرا وصوتا، لم يسمع أحد صوتها الذي كانت تزلزل به بلدية تيزنيت.
واكتفت أمس برفع يدها للتصويت، عيناها ظلت مبسوطة نحو الأرض، ولم تخرجا جاحظتين للتعبير عن موقف معارض أو لقمع الخصوم، رغم أن نقط الدورة كانت مهمة وخلافية، والنقاش حولها كان حادا في بعض الاحيان..