احتفلت جزر جنوب المحيط الهادي بقدوم عام 2012 لتكون بذلك أول منطقة في العالم طوت صفحة 2011 على أن تليها نيوزيلندا ثم أستراليا.
فالاحتفالات التي تتنوع بحسب التقاليد والأعراف التي تميز كل مجتمع، ومنها البلدان العربية بما فيها تلك التي شهدت وتشهد ثورات واحتجاجات شعبية يبدو أنها ستكون جاهزة ولو بأشكال متفاوتة لاستقبال العام الجديد رغم المعاناة وسقوط القتلى والأزمة الاقتصادية الخانقة في تلك البلدان واهتمامهم بالسياسة وبالأوضاع التي تمر بها بلادهم.
أما في بلاد الرافدين فيحتفل العراقيون بأول عيد بعد انسحاب الاحتلال الأميركي من البلاد حيث يستعد العراقيون، ولا سيما الشباب، لقضاء ليلة رأس السنة في جلسات جماعية في البيوت والمقاهي، وفي الساحات القليلة الأمنة.
أما أبرز البلاد العربية التي تشهد احتفالات عارمة وأسعار تذاكرها قد تكون خيالية، فهي الإمارات، والبحرين، ولبنان، والأردن والمغرب.
أوروبا بدورها ستطوي صفحة "العام المريع" الذي شهد أزمه اليورو وتهديدا بحصول انكماش من دون التأكد من أن العام 2012 سيكون أفضل.
وستغطي آسيا إشارة الانطلاق مع الألعاب النارية التقليدية في خليج سيدني التي سيشاهدها أكثر من مليون ونصف المليون شخص وبدأ الآلاف منهم يتجمعون لهذه المناسبة السبت رغم درجات الحرارة المرتفعة.
وفي نيوزيلندا قد تفسد الأمطار هذه الاحتفالات مع ارتفاع منسوب مياه بعض الأنهر.
وفي اليابان ستستفيد الأسر من هذه الأيام للتوجه إلى المعابد، ولكثيرين ستكون هذه المناسبة أليمة بسبب كارثة فوكوشيما، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفلبين حيث أودت العاصفة الاستوائية واشي بحياة اكثر من 1250 شخصا هذا الشهر.
أما الاحتفالات في أوروبا فستبدأ في روسيا مع ألعاب نارية في الساحة الحمراء بموسكو وعرض كبير على وقع موسيقى سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي يبث على شاشة عملاقة.
وفي فنلندا سيضاء وسط هلسنكي -الذي يحتفل في العام 2012 بالذكرى الـ200 لتأسيسه- على طول ثلاثة كيلومترات.
وفي باريس يتوقع أن ينزل عشرات آلاف الأشخاص إلى جادة الشانزيليزيه لاستقبال العام الجديد.
أما في إيطاليا ورغم الأزمة ستنظم حفلة موسيقية مجانية في روما، ستطلق الألعاب النارية. إلا أن الألعاب النارية محظورة هذه السنة في أربع مدن كبرى منها ميلانو.
وستحتفل لندن بقدوم العام الجديد الذي ستنظم خلاله الألعاب الأولمبية، مع ألعاب نارية على نهر التايمز.
وأظهرت دراسة نشرتها صحيفة الصن أمس الجمعة، أن البريطانيين سينفقون مليار ونصف المليار جنيه (2.3 مليار دولار) إسترليني على احتفالات رأس السنة الميلادية، وسيستهلكون من المشروبات الروحية ما يكفي لملء 545 حوض سباحة أولمبي الحجم.
وفي السياق أفادت صحيفة ديلي ميرور بأن 36 مليون بريطاني يخططون لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية في منازلهم، بدلاً من الخروج لحضور الحفلات بسبب الصعوبات المالية، بعد أن صارت زيارة الحانات والأندية الليلية مكلفة.
أما هولندا فستحاول مدينة أمستردام هذه السنة إرساء تقليد جديد إذ سيلتقي بالونان عملاقان طولهما 14 مترا يرمزان إلى رجل وامرأة عند منتصف الليل.
وفي الجانب الآخر من الأطلسي يتوقع أن يتجمع مئات آلاف الأشخاص في تايمز سكوير في نيويورك لحضور تقليد يعود إلى أكثر من قرن عندما يتم إنزال بلورة كبيرة في عد تنازلي حتى الدقيقة الأخيرة من العام.
وفي أميركا الجنوبية سيستقبل العام 2012 بتناول 12 حبة عنب عند منتصف الليل على غرار ما يجري في إسبانيا.
ففي البرازيل، في ريو، يتوقع أن ينزل مليونا برازيلي وسائح باللباس الأبيض إلى الشاطئ في كوباكابانا لإلقاء الورود البيض والحمر والصفر في البحر تقدمة للآلهة يمانجا لتحقق أمنياتهم.
وهذه الألوان مستخدمة أيضا في بوليفيا وبيرو حيث يسود الاعتقاد بأنه يجب ارتداء اللون الأحمر للحصول على الحب في العام الجديد والأصفر على المال والأبيض للتناغم.
وفي كوبا يتم إلقاء المياه من النوافذ لتطهير المنازل. أما في مونتيفيديو فيتم التخلص من الروزنامات القديمة في حين يتم الاستحمام في نهر أو في البحر في نيكاراغوا لتطهير الجسد مع استقبال العام الجديد.
وفي بيرو ستحرق كما كل سنة دمى ترمز إلى شخصيات شريرة وأيضا شخصيات سياسية غير شعبية.
وسيضع الكولومبيون ثلاث قطع بطاطا تحت الوسادة واحدة مقشرة والثانية نصف مقشرة والثالثة بقشرتها. وعند منتصف الليل يتم اختيار واحدة عشوائيا وإذا تم اختيار المقشرة ستكون السنة الجديدة سيئة وتعني نصف المقشرة أن السنة ستكون عادية أما الثالثة فتعني أن السنة ستكون ممتازة على كافة الصعد.