يُجْمع المراقبون والمحلّلون السياسيون شرقًا وغربًا، على أنّ حزب [الأهواء والمزاجية] يعاني من انفصام في الشخصية؛ لا، بل يعاني من خلل أو ازدواجية في الشخصية: وازدواجية الشخصية خللٌ عقلي، مصحوب باضطراب الوعي، تتغيّر فيه الذاتُ، وتتفكّك هُويتُها، ويكون الفرد، أو الجماعة، أو الحزب، له شخصيتان؛ وخللُ الشخصية نقصٌ في قدرة الشخص على مجاراة مستوًى معيـنٍ أو نمطٍ خاصّ من السلوك، وهو ما يلاحَظ في سلوك خوارج [آخر الزّمان]؛ وأنتَ ترى شيعتَه متقلّبة، ومزاجية، وقد نادتْ بالدعوة إلى الله خلال الانتخابات، ولـمّا ظفَرتْ، كفرتْ، وقبلتْ بكل ما يُغْضِب الله عزّ وجلّ؛ فظهر للملاحظ النبيه أنهم مجرّد جفاة، وطغام، جُمِعوا من كل أوب، ولقّطوا من كل شَوْب، سياستُهم نفاق، وأغلبيتهم شقاق، وأعمالهم زُعاق، بدليل ما أصاب الأمّةَ من فقر، ومظاهر انتحار، وفرار من المغرب عبْر البحار، إلى ما ارتبط في أذهاننا خلال سنوات حُكْمِهم من جفاف، وتفاقُم الدّيون، وإرهاب، وفساد أخلاقي وقِسْ على ذلك من ويلات، ويتعجّب المراقبون من بلدنا الذي تركهم في الحكم طيلة هذه السنوات العجاف، والكلّ يعرف أنّ الله لن يُجري خيرًا على أيدي من خانوه، إذ قال عزّ وجلّ: [إنّ الله لا يهدي من هو مُسْرفٌ كذّاب] صدق الله العظيم؛ فالإسراف رأيناه ونعاني منه بسببهم؛ والكذب سمعناه ومازلنا نسمعه؛ فماذا ننتظر لمسح الطاولة، وإعادة التركيب، وتنحية من غَضِبَ الله عليهم، ونحن مجرّد قطيع في نظرهم، جمعوا أفواجًا منّا بواسطة الدّين، وسرقوا أموالَنا، ودمّروا آمالَنا، ونسفوا قيمَنا وأخلاقَنا، والآن، صاروا يتعرّون أمامنا بلا حياء، ولا استحياء؛ هل هذا معقول؟!
فإن تَعدّوا فضائحَ شيعة [الجَوْزة] لا تحصُوها؛ فأين من فقيه ضبطتْه الشرطةُ في الشاطئ صباحًا، وهو يتبطّنها، ورِجْلاَها فوق كتفه كأُذنَيْ حمار، يُسْمَع لهما زفيرٌ، ونفَسٌ عالٍ، وهما يقطفان ورودَ الحياة، كما يقال بالفرنسية.. وأين من وزير هَامَ في حبّ زميلته، فأصرّ على أن يذوق عُسَيْلَتَها، وتذوق عُسَيْلَتَه، ومن أجلها تخلّى عن منصبه، لكنّه احتفظ بمجلسه، واشترى أربع سيارات فاخرة في منطقة فقيرة.. وآخر، وهَنَ عظمُه، ورشي عودُه، وابيضّتْ لحيتُه، وانعدم حياؤُه، وهو الوزير، وعضوُ حزب (العِشق والهُيام) فرأيتَه يأخذ خطيبَتَه من يدها وهي في سنّ ابنته، في شوارع (باريس الحب) كما يقول (جاك بريل) في إحدى أغانيه.. وأخرى كشفتْ عن شعرها، وعرّتْ عن ساقَيْها، وتأبّطتْ ذراعَ صديقِها، في شوارع (باريس)، وكيف لا، والدّينُ الذي اتّبعوه يبيح ذلك، ومرجعُهم ما جاء من روايات وفي إحداها تقرأ: [مَا مِن رجُل وامرأةٍ توافقا، فعِشْرة ما بيْنهما ثلاث ليال، فإنْ أحبّا أن يتزايدا، تزايدا؛ أو يتتاركا، تَتاركا].
فدينُهم الذي اعتمدوه يبيح الإرهاب، والكذب، وتبذير أموال الأمّة؛ أمّا ما يتعلّق بالعُري، فحدِّثْ ولا حرج؛ قد يقول القارئُ الكريم: [هل لكَ أمثلةٌ في هذا الباب؟]، الجواب: نعم؛ وبكلّ تأكيد؛ وهل وجدْتَني أكتب يومًا بلا مراجعَ، وبلا أدلّة؟]: يجوز للمملوكة أن تصلّي عُرْيانة، يرى الناسُ ثَدْيَيْها، وخاصِرتَها، وللحرّة أن تتعمّدَ أن تكشف من شفتَيْ فرجِها بمقدار الدرهم البغْلي، وتصلّي كذلك، ويراها الصّادرُ والواردُ، بيْن الجماعة في المسجد.. أما في مرجع آخر، فإنّ صاحبَه يستحي ولا يقْبل بهذا؛ بل يجوّز للمرأة أن تكشف أقلَّ من رُبْع بطنِها.. لكنّ آخر، يعفي قَدْرَ الدرهم من المُغلَّظ، وما بيْن السُّرة، والبطن، والفخذ..
ويحكي مرجعٌ آخر، أنّ إيماء رَجُل ورعٍ، لن أذكر اسمَه، كُنّ يقدّمن الطعامَ للضيوف، كاشفات عن شعورهن، تضطرب ثدْيُهنّ، باديةٌ خِدامُهُنّ (يعني سيقَانهنّ) مثْل صاحبة (باريس)؛ هذه الرواية صحّحها (الألباني) في كتابه [إرواء الغليل].. فلا غرابة إذن ممّا فعلتْه صاحبتهم، وأصحابُهم؛ ولا أدلّ على حقيقة (دينهم) هو تساهُل رئيس (الحَوْزة السابق) مع ظاهرة الشذوذ؛ ولا أدلّ على ذلك، هو دفاعُه عن [la femme de Paris] ولا أدلّ على ذلك، هو أنّهم كما أجازوا الغدر، والقتلَ الذي ذهب ضحيتَه (شابٌّ يساري)، فإنّ دينَهم الذي ابتدعوه، أباح حتى الزِّنا بما أسموه (جهاد النّكاح)؛ كما أن مراجعَهم التي غصّتْ بالأكاذيب، تقول إنّ نبيّهم الذي تَخيّلوه، كان يقبِّل ويباشِر وهو صائم.. طلب نبيُّهم زوجتَه إلى سريره، فقالت له: [إنّي حائض]؛ فقال: [وإنْ].. فما يقومون به من فحشاء، ومنكرات، وكذبٍ على الأمّة، موجود في مراجعهم، ثمّ [اللّهم لا تُسلِّطْ علينا مَن لا يخشاكَ، ولا يخافكَ، ولا يرحمُنا]؛ آمين!