محمد المراكشي
منذ مدة و أنا "أشد" نفسي من الكتابة حول هذه الظاهرة التي سماها الاعلام "السيء" الاستاذ المعجزة..
لكنني الآن ، و بعد الذي جرى وكان ، و بعد بلاغ الوزارة بشأن اغلاق "معهده" ، فإنني ارتأيت أن أقدم مجموعة ملاحظات حول ما سنعتبره تجاوزا "طريقة" السيد منيار:
١- بدا واضحا أن لاعلاقة لها بشيء اسمه التدريس أو حتى ما أصر على ذكره في حواراته الصحفية بمسمى الإفهام. فهو لا يعدو أن يكون عودة "غير واعية" الى التلقين الصرف الذي لا نظن أنه حقق شيئا لهذا البلد!
٢- سيعتبر البعض أن نجاح بعض "تلامذته" دليل على نجاح ظاهرته.. هو كذلك، لكنه لا يتجاوز هدف الحفظ و التلقين الفارغ الذي ينتهي بمجرد "النجاح".. ونضيف الى جيوش حملة الشواهد آخرين بشواهد فارغة و رصيد معرفي و لغوي منته بانتهاء الامتحان!
٣- أظن أن تصرف الوزارة أتى بعد "استفزاز" للنظام التربوي . فظاهرة منيار اثبتت بطريقة ما أن الديداكتيك و البيداغوجيا مجرد وهم تربوي (عندنا على الاقل) ، فنجاح "تلامذته" دليل على أن نظامنا التربوي لازال خاضعا لسطوة الحفظ و التلقين..
٤- تثير هذه الظاهرة كذلك مشكلة الحصص الخارج مدرسية، و تأثيرها على العائلات التي صارت تظن أن مهمتها تنتهي بايجاد ملقن معجزة لانهاء مشكلة "الفشل الدراسي".
٥- استفزني شخصيا تحدي السيد منيار للاساتذة بإسكات ذاك العدد الكبير من التلاميذ مثلما يفعل.. و الواقع أن الذي يسكت ذاك العدد هو المبالغ التي لا تسامح في اهدارها من آبائهم..!
٦-أظهرت هذه الظاهرة ، ومثيلاتها كثيرة تستحق البتر، أن إصلاح منطومتنا التعليمية أصبح ملحا لكي لا تتطاول عليها مثل هذه "السبيكتالات" التي تعود بنا الى الوراء وسط الاعتقاد بأنها تقدم الجديد المبدع.
هي فعلا نهاية وهم حول "أستاذ معجزة".. لكننا خرجنا فقط من وهم أصغر، ولازال أمام مدرستنا العمومية رهان وهم أكبر!