تساؤل صاحب الرقم القياسي في الإسترزاق بالقلم، معطي منجب، بقوله "كيف لحملة الأقلام مثلنا أن يهددوا السلامة الداخلية للدولة؟". تساؤل مشروع جدا، فهو لا يعرف إلا جوابا واحدا كيف يجني حملة الأقلام أمثاله الملايين من مؤسسات خارج أرض الوطن، جواب سؤال الإسترزاق جاهز، ويعرف كيف و ماذا ومتى وأين. لكن جواب المس بسلامة الدولة لا يعرف له طريقا، تاه عنه وحجبته الملايين التي راكمها طوال حمله لقلم "مرزاق" جدا، يملأ ناظريه ولا يترك له فجوة يرى من خلالها سوءاته.
جديد منجب، جاء عبر تصريح صحافي، لمنبر ينتمي للحزب نفسه الذي تنتمي له عاشقة الحرية وخالعة حجابها في فرنسا. فقد أصبح منجب اليوم صديقا ومدافعا عن "الحريات"، ما دام دافع عن "حق" مولان روج في النيل من سنوات الضياع في حضن الخرقة الخانقة.
اليوم صار منجب قريبا جدا من نبض المكتوين بعشق النفاق السياسي و الفكري و الديني والإجتماعي، صاروا قلبا واحدا متوحدا في ممارسة التزييف على الرأي العام.
للإشارة سي منجب، "نون والقلم و ما يسطرون"، لم تقل هكذا وليس لأن القلم يحمل نفسه و يخط افكاره، بل هو لحامله مطواع، وكتب ماركس التي أثارت العالم، وكتب إبن خلدون قبله وإبن سينا وشعراء الثورات وفلاسفة كل العصور، لم يكن سلاحهم سوى القلم و الفكرة. طبعا نحن نتحدث هنا عن الأقلام الحقيقية و النزيهة، و الأفكار النيرة والبناءة، ولا مجال للمقارنة مع الأقلام المأجورة، لحساب اجندات أخرى تريد أن تصور المغرب كما لو كان يعيش حقبة زمنية متخلفة عن الركب الحقوقي والإنساني و القانوني والحداثي العالمي.
خرجة منجب الاخيرة، جاءت بعد تأجيل محاكمته، وقال أنه تعب، بالمعنى، وهو ما يفيد خروجه بهذا التصريح الملتبس. والصراحة أن القانون يحار مع أمثاله فلو تم التعجيل بالمحاكمة، لقالوا مفبركة، وتمت على عجل من اجل ومن اجل ومن اجل وتكثر التأويلات، وإذا اخدت وقتها المطلوب امام تهم ثقيلة مثل تلك التي إقترفها منجب ومن معه، جاءت التأويلات ايضا. مثل جحا و إبنه و الحمار، كما فعل حصل.
لكن ما يثير السخرية فعلا، هو تساءل منجب عن حملة الأقلام، وهل يمكنهم أن يهددوا سلامة الدولة، ونحيله كما أسلفنا إلى التاريخ البعيد و القريب، وكيف أن الأقلام كانت لها اثر في حياة الشعوب ومسارات الدول. هذا عن الأقلام الشريفة، اما الأقلام الدنيئة فكان لها أثر سيء على مسارات الإنسانية جمعاء وليس دولا فقط..
إستيقظ يا رجل فأنت لست من حملة الأقلام، أنت من حملة الأزلام للمقامرة بمصير امة..
عبد العزيز المنيعي