محزن للغاية أن يصل الوضع داخل عائلات معتقلي الحسيمة. إلى ماوصل إليه اليوم من تناحر ومن تشاحن ومن تطاحن حول المساعدات المالية وحول دور والد الزفزافي في تسيير هاته المساعدات، وأن يتطور الأمر إلى داخل المعتقل وأن يعلن المعتقلون أنهم لم يعودوا راضين على المسار الذي خطه ناصر وقرره لهم دون الرجوع إليهم.
مؤسف ومحزن أن يكون هؤلاء الشباب. الذين اعتبرناهم اللحظة الأولى لاندلاع أحداث الحسيمة حطبا رمت به لعبة سياسية صغيرة للغاية،في نار ستحرقه، اليوم في قلب صراع حول انتفاع بسيط للغاية وأن يكونوا هم الذين حملوا شعار دمقرطة المجتمع غير قادرين على تدبير أمر هاته الديمقراطية فيما بينهم حد أن يخرج شنآنهم إلى الرأي العام وأن تتبادل أخباره الجماهير التي استوعبت المقلب جيدا وفهمت أن الحكاية ليست مثلما تمت روايتها في البدء
أيضا محزن للغاية أن يضطر ناصر كلما أحس بفقدان زخمه إلى ادعاء المرض أو الإصابة أو الاعتداء على نفسه أو الصراخ بشكل هستيري معطيا الدليل الذي لم يعد ينتظره أحد أنه لا يتحكم كثيرا في نفسه وأنه زج بذاته وبرفاق له في معركة محسومة سلفا هرب عنها مدبروها بليل، وهرب عنها من أسميناهم في الحين والأوان « غرارين عيشة »، وتركوا الشباب يواجهون اليوم مصيرهم لوحدهم، وتركوا عائلات تقطع الطريق لساعات طويلة لكي ترى الأبناء فيما والد الزفزافي يركب الطائرة استثناء هو العائلة لأنه أب الصنديد ولأنه أب الزعيم ولأنه أب من حرك كل هاته الأشياء رغم أن الجميع يعرف بأن هذا الأمر غير صحيح وغير سوي ولا يليق بمن يرفع شعارات النضال إن صدقا أو كذبا..
افتتاحية "الأحداث