لا كوابح لحمق السياسة في البلد الأمين، وحتى عندما نقول اكتفينا يقول لنا مجانين الفعل الحزبي في البلد "هل من مزيد؟"
ونحن الذين خرجنا من لايفات ابن كيران التي "فوجت علينا" بعض الوقت، وجدنا أنفسنا بالأمس أمام ملصق يطوف في الأنترنيت يقول باسم فدرالية اليسار المغربي إن الشعب المغربي قاطبة ومن طنجة إلى الكويرة متضامن مع الرئيس مادورو ومع نضال فنزويلا الشقيقة لأجل مقاومة الاستعمار الإمبريالي الغاشم
طبعا فركنا الأعين كثيرا ونحن نقرأ، فنحن من الشعب المغربي وإليه، وحكاية أن نتضامن مع مادورو حكاية لم تطف بأذهاننا أبدا. نحن لا نقول إننا ضد مادورو أو مع الإمبريالية.
نحن نقول فقط إن لدينا من الهموم مايكفي لكي لانشغل بالنا بكاراكاس ومايجري في كاراكاس
سوى أن من صنع الملصق ووضع عليه إسم فدرالية اليسار له من الوقت الكافي ون الفراغ القاتل ما يسمح له بأن يحمل هموم النضال هناك في أمريكا الجنوبية ويتركنا عالقين مع هموم اليومي هنا في المغرب
لذلك نفهم نتائج الانتخابات كل مرة، ولذلك نفهم التفاوت الطبقي في الفهم بين الناس وبين من يتقدمون لهؤلاء الناس باسم مثل هاته التنظيمات. ولذلك نفهم ذلك المسار اليومي من "البار إلى الدار" ومن "الدار إلى البار" دون العبور قرب الشعب يوما، ودون النزول أو الصعود إلى الجمهور، إلى العامة الذين تتركهم للتيارات المتاجرة بالدين التي تنتقل رفقة الناس "من الجامع للدار ثم البرلمان فالحكومة"، لكي تفعل بهم ماتشاء، فيما أنت تتجول في أدغال الأمازون، باحثا لمادورو عن الدعم ناسيا أنه يدعم البوليساريو أكثر منك، وناسيا أن لفنزويلا بترولا يحميها وأنك مجرد فضولي أحمق يريد ممارسة السياسة ولا يجد شيئا يلتصق به غير الهراء
الخلاصة الوحيدة الثابتة أمامنا اليوم: جنون هاته السياسة في هذا البلد جنون فعلا لاحدود له، فهل من مزيد؟
افتتاحية "الأحداث المغربية"