محمد البودالي
خلافا للمبررات الواهية التي أعطاها أحمد الزفزافي، كبير التخريبيين في منطقة الريف، ورأس الحربة في الحفاظ على الفتنة، لقضية خلفية انسحابه من تنسيقية الدفاع عن معتقلي حراك الريف، فإن الأمر لا يتعلق بالحملة التي يدعي أنه يتعرض لها، بقدر ما للأمر علاقة بانتباه بعض المنظمات الدولية إلى حقيقته كاستغلالي كبير لملف حراك الريف، ومتاجرته واسترزاقه باسم المعتقلين٠
فلماذا لم ينسحب الزفزافي الأكبر من قبل، واختار اليوم فقط، لولا أن الجميع قد أدرك حقيقته، وعرفوه، كجائع مفترس، عديم المروءة، ومستعد لبيع وطنه، أو إحراقه حتى، مقابل حفنة من الدولارات٠
هذا الانسحاب يأتي اليوم بعد أن استطاع أحمد الزفزافي جمع ثروة ضخمة من التحويلات المالية التي كان يتوصل بها من الخارج، وكذا بعض الأظرفة السمينة، التي ظل يحصل عليها من بارونات الاتجار الدولي في المخدرات، منذ اعتقال ابنه، حتى يظل محافظا على النفس التحريضي، والعقلية التخريبية، التي كادت تتسبب في أزمة إنسانية بمدينة الحسيمة، لولا حكمة "المخزن"، ونضجه في التعاطي مع مثل هذه الاحتقانات، المفتعلة، وبرودة دمه، رغم كل محاولات الاستفزاز الخطيرة، والجرائم البشعة التي تم ارتكابها من طرف هؤلاء المخربين٠
أحمد الزفزافي، ما كان له أن ينسحب من أجندة الغدر والمكر والخديعة ضد وطنه، لولا أنه أدرك، متأخرا، أن ورقته قد احترقت، وأن الجهات التي كانت تسخره قد لفظته، وأن التحويلات المالية قد توقفت بعد انتباه الكل إلى أن الرجل كان يستغل ملف حراك الريف للإثراء، وإنجاز مشاريع، تعود بالنفع عليه وعلى زوجته الباكية الشاكية، وعلى ابنه، العنصر الرئيسي الخطير في هذه المعادلة، بعد خروجه من السجن، شيخا مسنا، بطبيعة الحال٠