نشرت صحيفة "العرب" اللندية مقالا تحت عنوان "محجبة في المغرب متبرجة في فرنسا" عن قضية صور ماء العينين بفرنسا، ونقلت تدوينة عن المحامي الحبيب حاجي قال فيها : "أن تكون السياسية والناشطة الكبيرة في مجال الإسلام السياسي ماء العينين ترتدي حجابا" إسلاميا" مسيسا فلا مشكلة في الأمر. بل إن الأمر يدخل في مجال الحريات الشخصية وحق من حقوق الإنسان، لكن إذا كانت تعتبر أن ارتداء ذلك الحجاب هو الفيصل بين المسلمة وغيرها فلماذا تكون أحيانا غير مسلمة عندما تكون خارج الوطن عندما تتخلص من الحجاب. بل وكما أكد مصدري أنها تذهب إلى البحر كأيتها النساء بلباس البحر العادي وليس بلباس البحر الشرعي.".
وأضافت الصحيفة نقلا عن الحبيب حاجي: "أن تكون سياسيتنا بهذه الازدواجية الغريبة والخطيرة؛ "مسلمة" في المغرب وحرة في أوروبا لهو الاتجار بالدين في أبشع صوره. ومراوغة سياسية لجلب التأييد الديني واستغلال الخلفية الدينية للمغاربة في الوصول إلى المكاسب..".
كما نشرت صحيفة "العرب" مقالا آخر عنونته ب: "أمينة ماء العينين برلمانية مغربية كشفت قناع العدالة والتنمية" أشارت فيه الى أن هناك فرق كبير بين هذه المرأة قبل دخولها البرلمان، وبين شخصيتها الآن كما تقول هي بنفسها. فمن أستاذة إلى فاعلة جمعوية، قفزت على سلم السياسة مع حزب رفع شعار تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد، احتضنها ليستفيد من جرأتها وصوتها المرتفع لإيصال صوت نسائي إلى قبة البرلمان وكان يهيئها لمناصب أكثر قربا من دوائر القرار، وهو ما كانت تحلم به بالطبع كسياسية متطلعة.
وأضافت الصحيفة أن البرلمانية ماء العينين سرعان ما استثمرت قربها من المقررين الأوائل داخل تنظيمها السياسي " العدالة والتنمية". لذلك تم الدفع بها إلى مناصب عديدة، فعينت عضوا في لجنة العدل والتشريع بالبرلمان وعضوا في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والمجلس البلدي لمدينة تيزنيت، والمجلس الجهوي لسوس ماسة. وهي مسؤوليات تنوء بها الجبال، إذ كيف يمكن الحفاظ على جودة الأداء مع كل هذه المهمات الثقيلة؟
وأشارت الصحيفة أن العلاقة بين رموز مثل الحجاب وتجلياتها الدينية ليست مسألة تعسفية أو غير ذات قيمة، فالمنظومة الدينية مرتبطة أساسا بالرموز، والحجاب عند المحافظين ومنهم حزب العدالة والتنمية من الأساسيات المرتكز عليها مشروعهم السياسي وأطروحاته الأيديولوجية، مشيرة الى أن التفاعل مع واقعة الصور الباريسية، سواء من جهة المتضامنين مع ماء العينين كشخص له كل الحق في خلع أو ارتداء الحجاب، أو أولئك الذين تصيدوا فعلتها لتصريف حسابات سياسية باعتبارها تشتغل ضمن المجال العام، لا يغنينا عن الحديث عن ازدواجية في الخطاب عند بعض المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي، والتي يمكن أن تتحول إلى نفاق من الدرجة الأولى، وتتجه بهم إلى نهج خطاب المظلومية كحالة عاطفية نفسية لتخفيف الضغط عليهم.