إنريكو ماسياس أوGaston Ghrenassia ليس صهيونيا كما يزعم النازيون المغاربة من رهط اليسار الناصري وإخوان جماعة العدل والاحسان والعدالة والتنمية.
هو مواطن جزائري فتكت بوالده بنادق الجبهة الوطنية الجزائرية وطرد من موطنه وجرّد من حقوقه المدنية لمجرد كونه يهوديا، ولازال ممنوعا من دخول الجزاير منذ عام 1961 عندما حط الرحال في منفاه بفرنسا. نذر حياته لإحياء الطرب الأندلسي والعمل من أجل السلام العالمي ونال عدة تكريمات من الامم المتحدة، في عام 1978 دعاه الرئيس المصري أنور السادات لإحياء حفل في القاهرة حضره اكثر من عشرين ألف شخص على سفح الاهرامات، و بعد اغتيال السادات على يد الجماعة الاسلامية كتب إنريكو على ذكراه كلمات أغنية Un berger vient de tomber.
لا زال العالم يشهد للمغرب عمله الدؤوب في دعم جهود التسوية الشاملة والدفع قدما بمفاوضات السلام، مع التفريق بين تأييد حل الدولتين والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة ذات سيادة، وبين معاداة السامية والدعاية النازية التي تلعب على اثارة الأحقاد واستثارة العواطف من أجل مكاسب سياسية رخيصة.
وهذا الميدان كثير الالتباس، يشجع بعض المتولعين بفظاعات النازي ومعتقلات الغاز والإبادات الجماعية على خلط الحابل بالنابل والترويج لإشاعات مغرضة حول فنان شهد له العالم بنبل المقاصد وحب الوطن وإحياء التراث العربي الأندلسي. بل حتى أمينة ماء العينين نفسها وجدت في الصراع العربي الاسرائيلي فرصة للخروج من ورطتها والظهور في ثوب المناضلة بنشرها صورة مع مصطفى البرغوثي أثناء مؤتمر المبادرة الوطنية الفلسطينية والتي تقول بأنه وجه لها "نصائح لن تنساها تزامنا مع الحرب الضروس التي اختارت جهات شنها ضدها"، في إشارة منها إلى أن الاسرائيليين أيضا وراء فضائحها في فرنسا، ولمَ لا وراء أزمة ابنة المدعو وايحمان مع الجمارك البلجيكية وكذلك هم وراء موت عبد السلام ياسين مسموما.
وهذا يشبه إلى حدّ كبير ما كانت تروج له بعض الراهبات الكاثوليكيات في الأربعينات عن أن الشيطان كان يتجلى شخصيا في حفل للماسونيين لابسا هندام سهرة كامل وخلف سرواله ثقب يتدلى منه ذيل طويل، بشكل أو بآخر فإن المشكلة لها أبعاد سيكولوجية تحتاج إلى تفسير، والخيال المؤامراتي في المغرب يجد كثيرا من القبول، ويمكن للاسلاميين بكل سهولة أن يمحوا كل آثامهم على مذبح القضية الفلسطينية.
طه لمخير