رسالة إلى الشباب: تعلمنا منذ الصغر، أن حب الوطن والانتماء له وحب الملك هو أثمن وأغلى شىء فى الوجود، وأن الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، والملك ضامن استقراره. نعمة الأمن من أجَلّ وأعظم نعم الله على الإنسان فنحن من طنجة إلى الكويرة كجسد واحد والقلب النابض لهذا الجسد هو الملك، وأن من مضامين الولاء للوطن الاعتزاز والفخر به، تربينا على أن حب الوطن واجب شرعى ودينى لا يجب المساس به، أدركنا أن "نحن الوطن والوطن نحن"، كنا نحيى العلم بأعلى أصواتنا بشعار "الله*الوطن الملك أذكركم «إن الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه؛ لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التي بدأها ملوكنا الشرفاء والآباء والأجداد، وهي المسيرة التي جسّدت في النهاية الأماني والأمان والستقرار بعد فترة من المعاناة ضد الإستعمار.
هكذا كان الملك العبقري الحسن الثاني طيب الله ثراه يوجّه الشباب، يوجههم للنظر في سيرة الآباء والأجداد، فلن يستطيع الإنسان أن يطور من نفسه إلا إذا جمع بين الماضي والحاضر، فيستفيد من الموروثات والعادات الحسنة حتى يكمل مسيرته عليها.
فتقدم الأوطان يحتاج إلى طاقات الشباب، فهم ذخر الوطن وعدته، وقوته وطاقته، وقلبه النابض، وثروته المتجددة، وحاضره المشهود، ومستقبله الموعود، وهذه المنهجية التي يحرس عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، منذ توليه عرش أسلافه المنعمين، فهو منهج استراتيجيات على جعل المواطن المغربي في صلب العملية التنموية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما جعل المغرب جديرا بالاحترام على الصعيد الدولي. إلى إطلاق مسيرة تنموية قوامها الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة والاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة لجعلها نقطة جاذبة للاستثمار وفي صلب اهتمامات كبار الفاعلين الاقتصاديين على المستوى الدولي، مبرزا أن المغرب حقق بفضل مبادرات جلالته تقدما كبيرا في البنيات الأساسية والتجهيزات الكبرى كالموانئ والمطارات والشبكة الطرقية وتطوير النقل السككي والحضري وتزويد المدن والقرى بالماء الشروب والكهرباء. لهذا دائماً جلالته في خطابه يضع الشباب في الأولوية وهل الخير إلا في الشباب؟ ! نعم فالخير كل الخير في الشباب، فلديهم آمال وطموحات، وقضايا وتحديات، وبهم تنهض المجتمعات، وتتحقق الإنجازات، وفيهم الهمّة والعطاء، والخير والبناء، ولديهم مؤهلات وقدرات.
نصره الله باستمرار يأمر باغتنام قدرات الشباب،.. إن اغتنام الشباب يجعلهم أهم قوة إقتصادية وطنية لبناء الحاضر، وركناً أساسياً في رحلة الانتقال إلى المستقبل. فالشباب مفاتيح التنمية والازدهار.
وإن قيادته الرشيدة اهتمت بأولوية الشباب لتضعهم في أولويات اهتماماته، وتثق بقدرتهم على التحدي والتميز والنجاح،
فأطلق جلالته مبادرة تنموية جديدة" للعناية بالشباب ودعم الفقراء المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023 )، التي تمت بلورتها وفق هندسة جديدة، وتتطلب تعبئة استثمارات تقدر بـ18 مليار درهم.وتهدف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى تحصين مكتسبات المرحلتين السابقتين، من خلال إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية.
واستثمرت في تعليمهم وتثقيفهم وصقل خبراتهم، وتنمية مهاراتهم، والارتقاء بمعدلات أدائهم، وتأهيلهم على أسس مستقبلية مستدامة، وتشجعهم على الإبداع والابتكار، ورفع معنوياتهم، لينطلقوا بقوة إلى آفاق المستقبل، ويتحملوا مسؤوليتهم كاملة نحو وطنهم الذي يفخر بهم، ومن واجبه عليهم أن يجتهدوا في المضي به قدماً لتحقيق طموحاته عملاً بقوله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ).
فيجب على الشباب رد الجميل إلى الوطن، والملك وهو ما يتطلب الحرص على الارتقاء باستمرار، وتقديم رؤى إبداعية لتطوير الأفكار، والتزوّد بالعلم والمعرفة، كنموذجاً شاباً في الاجتهاد في العلم، حيث قال الله عز وجل ليحيى عليه السلام: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً ). أي: الفهم والعلم والجد والعزم، والإقبال على الخير، وهو في ريعان الشباب.
إن الذي يعرف تاريخ قيام المملكة جيداً أن جلالته الملك وضع ثقته بالشباب، وحفزهم على التعلم وتطوير أنفسهم لخدمة وطنهم، هذا المهام لبناء دولة المملكة المغربية بكل إخلاص وعزم، نعمل بلا كلل ولا ملل، ونكون على قدر المسؤولية، وإن الشباب اليوم مطالبون بمواصلة مسيرة الآباء، والحفاظ على إنجازاتهم، فبالشباب الواعي ترقى الأمم، وبالأخلاق تدوم مكانتها، وبالقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة نحافظ على حضارتنا، ونحمي منجزات وطننا.
فعلى الشباب الإفتخار والإعتزاز بالوطن والملك، وترسيخ القيم النبيلة لتثبيت هويتهم، وتعزيز تلاحمهم، وتعميق روح الانتماء لوطنهم، والولاء لقيادتهم والتحلي بالأخلاق الكريمة، وهي الرسالة التي يتحلى بها جلالته شعار المملكة الله الوطن الملك. والتسامح والتعايش
سكينة عشوبة طالبة وباحثة ماستر الإتصال السياسي