اختار عبدالإله بنكيران، أن يتعامل مع الرأي العام بمنطق فج، في مقاربة فضيحة أمينة ماء العينين والمعاش الاستثنائي وأشياء أخرى...
هكذا، وبقدرة قادر، تخلى بنكيران عن "اللحية" و "الحجاب"، و رمى بهما في سلة الحريات الفردية، التي لا يدافع عنها بنكيران وحده بل الله سبحانه وتعالى أيضا... إنه شبه انقلاب عن مشروع الحزب الإسلاموي، الذي جعل من الدعوة حصان طروادة لتحقيق مغانم سياسية أو بالأحرى انتخابية.
الخرجة الأخيرة، لبنكيران، التي بثها سائقه على "الفايسبوك"، تؤشر إلى أن بنكيران، يتعامل مع الرأي العام بمنطق "الذئب حلال... الذئب حرام"، و أن لسانه، و ربما رأسه أصبح بلا فرامل.
فقد أعاد بنكيران، في لحظة اندفاع مسألة الحريات الفردية إلى الواجهة، رغم أنه من ألد خصوم ممارسة الناس لحرياتهم، علما أن أمينة ماء العينين نفسها سبق أن قالت تحت قبة البرلمان إن الثوابت الدينية لا مجال فيها للحرية الفردية، بل فقط للامتثال للتعاليم.
غير أن "تعاليم" التي تند عن بنكيران، هذه الأيام، لا تمتثل للثوابت، التي ظل الحزب يضلل بها المواطنين، بل تساير الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، في هواه، وهوى حامي الدين وماء العينين.
لقد كان بمقدور بنكيران أن يعمل بالمثل الشعبي القائل: " خبزي تحت باطي ( إبطي) ما سمع حادْ عياطي"، لكنه اختار التبراح، بمعاش استثنائي، ليس هو أول ولا آخر من يستفيد منه، حتى لا يضطر، على حد زعمه، إلى الجلوس على حافة الطريق واستجداء الصدقات من المارة، وهي صورة لا تليق برئيس حكومة سابق للمغرب.
و عوض أن يقبّل بنكيران اليد التي انتشلته من هذا الوضع، بعد أن أخفى كل ممتلكاته، الكثيرة طبعا، وجادت عليه بهذا المعاش، الذي يعفيه من البحث عن شغل لتسديد مصاريف البيت والخدم والحشم، كما ادعى، إذا به، يستعرض، بلا حياء، ولا خجل، وبكل وقاحة، السبل التي حصل بها على هذا الهبة محاولا أن يوهم الرأي العام أنها ليست "معاشا" وإنما قدرا، وأنه لا راد لقضاء الله...
المصطفى كنيت