قبل أن يشتهر على قناة الجزيرة، تعرفت على أحمد منصور مراسلا لمجلة التمدن الاسلامي التابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين من خلال تقاريره حول حرب البلقان على ما أذكر، كان أبلق نحيلاً، رث الهيئة ذا لحية سلفية شهباء كثيفة، يضع نظارات ذات إطار سميك، ذلك النوع الذي كان رائجاً في الثمانينات وطرف من التسعينات، لم يكن حينها أحد يلتفت للاسلاميين، وكان معظم الذين امتهنوا الصحافة منهم؛ امتهنوها ليمارسوا الجهاد الإعلامي من أفغانستان الى الشيشان الى البوسنة والهرسك وحتى غزو العراق.
في ضربة حظ منتصف التسعينات، ينتقل منصور الى العمل في قناة الجزيرة الوليدة التي نشأت لتنافس الاعلام السعودي، لم يتخل منصور قط عن دوغمائياته التي تربى عليها في أحضان التنظيم، لكنه شذبها كما شذب لحيته، واستغل برامجه على قناة الجزيرة لتوجيه ضرباته لخصوم التيار الاسلامي من كل الاتجاهات، وحظي بمتابعات مهمة من الشارع العربي والمثقفين الذين أفلح بشكل او بآخر في إقناعهم بأنه رجل مهني يعمل من أجل الحقيقة، رغم أنه لم يكن سوى واحدا من أبواق الارهاب في أروقة صاحبة الجلالة؛ يحيك المؤامرات لخصومه عبر سلسلة شاهد على العصر، ويدبر المكائد للسياسيين والمثقفين الذين وقفوا أيام عزهم في وجه الاسلاميين قبل أن تلقي بهم أحابيل الزمن الى الدوحة، في مقابل تلميعه لمؤخرات الاسلاميين الذين يبرزهم كمثال للبديل الحضاري الذي يجدر بالمسلمين اختياره بعد فشل الخيار القومي واليساري.
إلى أن سقطت الجزيرة برمتها في براثن الاسلاميين مع بداية ما سمي بالربيع العربي، واختفى ضلع القومية والناصرية الذي كان يمنحها نوعا من التعددية، وتحولت الى آلة بروباغاندا صريحة من أجل التمكين للحكم الإسلاموي، ففقدت القناة فئة عريضة من مشاهديها الأوفياء، وتضاءلت نسب مشاهدة زبدة برامج النجوم، وعلى رأسهم احمد منصور الذي انسحب الى الكواليس الخلفية.
كان الاسلاميون في المغرب معجبون بمنصور ،خصوصا عندما ياتي بحداثي أو يساري أو قومي عربي ليقصّبه ويعبس في وجهه، وربما ينهره بمنتهى الصفاقة على شاشة الجزيرة كأنه يحقق معه ويمارس دور ضباط الأقبية، وللأسف، فإن بريق الشهرة الذي كانت توفره الجزيرة لضيوفها، كان طعما يتهافت عليه كثير من الذين يقعون في فخ منصور، فيسيئون إلى سمعتهم بالقبول بإهانات منصور واستفزازاته.
في 2015 قرر اخوان العدالة والتنمية عندنا ان يكافئوا هذا الذي يعتبرونه "أخا مجاهدا"، ولم يجدوا طريقة أشد خسة وانحطاطاً من أولئك الذين كانوا قديما يقدمون لآلهتهم في مواسم النذر أجمل ما لديهم من عذارى، حتى صار مشهورا بين الاسلاميين في المشرق أن دار العدالة والتنمية في المغرب هي الماخور الذي ياتي اليه زعماء تنظيم جماعة الاخوان المسلمين لاختيار ما لذ وطاب من شوابّ المغرب الملاح.
عندما زار يوسف القرضاوي المغرب عام 2015 وهو في الثمانين، وهبوا له امرأة حسناء في عمر حفيداته قربانا، أخذها معه غنيمة، وعندما أتى سلمان العودة عرضوا عليه إحداهن، لكن الرجل كان قد أكمل أربعة فتعفف،عندما حضر مؤخرا عمر عبد الكافي كانت في انتظاره حورية حسناء عقد عليها عرفيا، وها هو كلب الصحافة الاخوانية اليوم يتهرب من القضاء بعد أن قدمت فيه شكوى فتاة اخوانية قدمها إليه عبد العالي حامي الدين ليستمتع بها عرفيا دون الكتابة عليها، قضى معها أياما من العسل في باريس وإسطنبول، ثم أعادها لإخوان بن كيران بعد أن شبع جنسا وخلاعة. هذه أخلاق السفلة الذين يفرغون مثاناتهم ثم يفرون بجلودهم.
طه لمخير