إدريس هاني.
اعتبر المفكر المغربي إدريس هاني، أن خرجة عبدالإله بنكيران، يروم بها تقديم نفسه بوصفه الضمانة الفكرية والدينية التي تجعل من حزب العدالة حزبا إسلاميّا بلا شوارب وذلك حين قال:" أنا ماشي شغلي"، وقال “ما أثارني حقّا في خرجة عبد الإله بنكيران ليس هو الدفاع عن سيدة قيادية في حزبه أثير حول نزعها لحجابها في إحدى ساحات باريس جدل واسع في الصحافة، فمن خلال تتبعي لمساره فهو يتميز عن نظرائه في ذات التنظيم بوفائه لأتباعه في الحقّ والباطل..وهو أكثر وضوحا بما يتيح فهم حتى رسائله المشفّرة من دون عناء في التأويل..وثمة ما يجب أن نفهمه من هذه الخرجة وما يجب أن ننتقده أيضا”.
وأكد هاني في تدوينة فايسبوكية إنها "عبارة تعطينا فكرة عن “لا مساس” وهي وضعية السامري التي قلنا مرارا ستكون هي قدر حزب هارب من ماضيه السّلفي ولكنه عاجز عن الحسم، لأنّ قيمته المضافة في لعبة السياسة والانتخابات هو الاستثمار في قوالب الدعوة..لقد كان بنكيران خلال سنوات وهو يردد الحديث المعروف:” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” لكنه اليوم يقول لجماعته:”أنا ماشي شغلي”..
وذكر هاني بأن بنكيران كان دائما هو صمام أمان هذا التنظيم سواء في شقّه الدعوي أو السياسي بينما القيادات الأخرى لم تفعل خلال كل هذا المسار سوى أن اختبأت وراءه إلى حين..الإحساس العميق بخيبة الأمل عند بن كيران لم يخفف عنه مروره من الحكومة وهو غاية لم تكن لترد عليه حتى في الخيال، لكن خيبة الأمل كما وصفتها بعد مجيء العثماني هو الشعور بجريمة قتل الأب.
وأضاف المفكر المغربي أن بنكيران يسعى للعودة إلى المشهد السياسي وهو يستغل كل حادثة للتأكيد على حضوره وفي الوقت نفسه يوزع رسائله يمينا وشمالا..إنّ الأب هنا يتمثّل دور الفينيق الخارج من تحت الرماد ويستعد لما بعد العثماني ولا ينتظر الوقت لكي تتراكم الفضائح حول حزب يحاول أن يظهر بالتماسك حتى أنّه وصف من تقوّل في القيادية المذكورة بالنذالة..وهو حزب يستعد للمستقل حتى أنّه يستعد لنقل مقره المركزي من حيّ الليمون إلى حي الرياض بالعاصمة الرباط تبلغ تكلفته 3 ملايير و400 مليون سنتيم على مساحة 2400 متر مربع..إنه لم يضرب حساب العودة إلى المعارضة منذ قال المغراوي لبنكيران بأنكم لن تخرجوا منها حتى يوم القيامة.
وخلص هاني إلى أن بنكيران وقع نتيجة نزعته النفعية في تناقضات بل ومحاذير خطيرة، أشار فيها المفكر إلى أن بنكيران استند إلى مغالطة السلطة كما يعرفها المنطقي حين ارتقى بالنائبة إياها إلى مصاف نبيلة منيب، وهو قياس غريب واختزالي، لكي يقنع الرأي العام بأنّ من تربّص بالنائبة إنما تحرش بها لأنها شخصية كاريزمية كبيرة..لذا هو يدعو إلى ملاحقة من أخذ تلك الصور ومحاكمته بينما ما يظهر واضحا هو أن الصور كانت مأخوذة في وضعية رضى وليس إكراه..وعليه، يبقى السؤال: إذا كان الأمر شخصيا ولا يتطلب كل هذه الهمروجة فلم الخرجات والدعوة لمحاكمة من التقط الصور؟ لقد حرص بنكيران مرارا على التأكيد أنها لم تطلب منه أن يقوم بالدفاع عنها، ولكنه فعل..لا أريد أن أتحدث عن أمر شخصي، لكن ما الذي فعلته النائبة سوى المثل: إن كان رب البيت بالدف مولعا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص..ولقد كان بنكيران مولعا بالدّفّ.