بعد نشر صور آمنة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، وقع الحزب الإسلامي في حرج كبير خصوصا وأنها ظهرت سافرة في كثير من المواقف، وما كان أحد ليهتم بها لولا أن الحزب ذو المرجعية الإسلامية يناقش الشاذة والفادة فيما يتعلق بخصوصيات الناس، وأكثروا كثيرا من الحديث عن الحرية الشخصية، وبرروا هذا السلوك بأن الإسلام لا يهتم به، بل إنهم أصبحوا أكثر دفاعا عن خصوصيات الناس. وفي هذا الأمر نتدخل ولا يعنينا مبدئيا أن تلبس ماء العينين الحجاب أو النقاب أو الميني جوب فهي حرة.
الحزب يزعم أنه ذو مرجعية إسلامية. وبالتالي فإن أمور السلوك تخضع لمعيار الفقه. فهل قام الحزب بمراجعات أوصلته إلى أن السفور وعدم لبس الحجاب هي أمور شخصية وحرية يمتلكها صاحبها؟ لا نعرف أن الحزب أقدم على مثل هاته القراءات ولا يمتلك الجرأة في المعرفة ليقوم بذلك، ولكن كلما وقع أحد أعضائه في الممنوع حزبيا يقوم بتبرير ذلك.
لدى الحزب وسيلة خطيرة للهروب إلى الأمام هو اعتبار نشر مثل هاته الصور هو معركة تخوضها جهات معينة. ولنفترض أنها كذلك ما دام الحزب ينافس خصومه بكل الأدوات، فليشرح لنا الحزب ما هي الأسس التي بنى عليها تصوره لما وقع؟ وكيف تحول من معاكسة الحريات الشخصية إلى الدفاع عنها؟ وهل سيذهب بعيدا في الدفاع عنها؟ يتوفر حزب العدالة والتنمية على حوالي ثلث مجلس النواب وما عليه سوى التقدم بمقترح قانون يتعلق بضمان الحريات الشخصية ولو في حدها الأدنى، وهل سيوافق على تغيير عدد من القوانين التي تتعلق بالحريات الشخصية؟
كان حزب العدالة والتنمية ومن ورائه حركة التوحيد والإصلاح في مناهضة خطة إدماج المرأة في التنمية، التي تقدم بها الوزير في حكومة عبد الرحمن اليوسفي سعيد السعدي، وهي كانت تتحدث عن أمور تتعلق بالحريات والإرث وغيرها ومنع زواج القاصرات. بغض النظر عن صوابية هذه الخطة من عدمه فإن الحزب ناهضها بمسيرة الدارالبيضاء التي فرقت المغاربة إلى فسطاطين إذ جاءت ردا على مسيرة الرباط الداعمة للخطة.
ومنذ بداية مهرجان موازين موسيقى العالم وحزب العدالة والتنمية يناهض فعالياته وكان في وقت من الأوقات دعا بعض أعضائه لاقتحام منصات موازين ومنع الفنانين، وظل في مرمى أحجارهم غير الكريمة طوال الوقت. أليس الاستمتاع بالفن من الحريات؟
وهل نسي مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، يوم كان برلمانيا حيث نظم وقفة احتجاجية أمام فندق ضد مسابقة مغلقة لاختيار ملكة جمال المغرب؟ ألا تعتبر المشاركة في مسابقة من هذا القبيل حرية شخصية؟
من أين جاء الإخوان بمفهوم الحرية الشخصية وهم لا يؤمنون به؟ وإذا كانوا مؤمنين به فليفحموننا ويتقدموا بمقترح قانون في هذا السياق ويدافعوا عنه أما غير ذلك فهم يهربون من الأسئلة الحقيقية.