رغم إعفاء عبد الإلاه بن كيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية من مهمة تشكيل الحكومة، وفشله في الحصول على ولاية ثالثة على رأس حزب العدالة والتنمية، إلا أن الظاهرة الصوتية للحزب الإسلامي المغربي، لازال لم يستسغ بعد فكرة إحالته على التقاعد السياسي. فقد واضب بن كيران، منذ إعفائه على الخروج بشكل متواصل إلى الإعلام، مستغلا بذلك أي فرصة سانحة للحديث و”التنظير” للقضايا التي تهم المغاربة، مكثفا خرجاته ومقللا منها وفق ما يقتضيه السياق السياسي.
وفي الآونة الأخيرة، وبعد ظهورالعديد من المشاكل التي يتخبط فيها الحزب وقياداته، كثف ابن كيران من خرجاته الإعلامية، كانت آخرها وصفه لنزع الحجاب بالتطور تضامنا مع البرلمانية أمينة ماء العينين التي ظهرت في باريس بدون لباسها الذي يوصي به الحزب الإسلامي الذي تنتمي له.
بن كيران والعودة إلى الساحة السياسية
في حديث مع “برلمان.كوم” عزا عمر الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، الخروج المكثف لابن كيران في الآونة الأخيرة، إلى رفضه البات للإحالة على التقاعد السياسي، مشيرا إلى أن بن كيران يطمح إلى العودة إلى الساحة السياسية بشكل قوي، والانتقام من خصومه السياسيين الذين ساهموا في اندحاره وعدم تزعمه للحزب للمرة الثالثة.
وأوضح الشرقاوي في ذات التصريحK أن بن كيران يريد أن يعيد أحداث سنة 2011، مشيرا إلى أن هذا الأخير لن ينجح في تحقيق مبتغاه، “لأن مياه السياسة المغربية لسنة 2019 لم تعد نفسها هي مياه سنة 2011”.
بن كيران وتصريف مواقف الحزب
وفي ذات السياق، أوضح محمد شقير الخبير في القانون الدستوري، أن إقالة بن كيران من رئاسة الحكومة وفشله في حصد الولاية الثالثة على رأس الحزب شكلت له صدمة نفسية سياسية كبيرة، “بحكم أنه كان يرى أن مساره لازال طويلا، خصوصا إذا قورن مع اليوسفي الذي تمت إقالته وهو في عمر متقدم، وهو الأمر الذي جعل اليوسفي يعتزل السياسة بخلاف بن كيران الذي يرى أنه لم يحن الوقت بعد لإحالته على التقاعد السياسي”.
وهناك عامل آخر جعل بن كيران يواضب على خرجاته التي تراجعت في نسب المشاهدة يتجلى في كونه شخصية تواصلية، “وبالتالي يمكن اعتبار خرجاته إعلان على أنه لازال متواجدا في الساحة السياسية، حيث أنه يعمل من خلالها على تصريف الرسائل السياسية التي يريد الحزب أن يمررها إلى خصومه السياسيين”. وفق تعبير شقير.
ومن بين القضايا التي يعجز قياديو “البيجيدي” على الحديث فيها ويكلفون بها بن كيران يبرز على سبيل المثال، “قضية المستشار البرلماني عبد العالي حامي الدين وقضية البرلمانية أمينة ماء العينين”، يقول شقير مشيرا إلى أن المغاربة سيرونه في قضايا أخرى سيستغلها لتكريس تواجده، وتحقيق طموحه في الرجوع إلى الساحة السياسية، “ولما لا الرجوع إلى ريادة الحزب وتبادل الأدوار مع العثماني”.
وفي جواب على سؤال ما إذا كان بن كيران سينجح في تحقيق طموحاته قال شقير “هذه المسألة مرتبطة بالوضع السياسي، إذا كانت هناك تطورات في الانتخابات يمكن أن يعود إلى الواجهة من خلال تصدره للأمة العامة للحزب، وهو الأمرالمستبعد، بحكم تراجع شعبية عبد الإله بن كيران.
فاطمة خالدي