وجهت الكاتبة الحقوقية مليكة طيطان، رسالة إلى البرلمانية أمينة ماء العينين، تذكرها فيه بواقعة جمعتهما في وقت سابق.
وقالت مليكة موجهة كلامها لماء العينين «السيدة البرلمانية المفروضة سابقا من بوابة الريع، هل تتذكرين ما قلت لي من سباب وقذف في إحدى ليالي رمضان منذ أربع أو خمس سنوات؟ حينها كنت مدعوة لحضور ندوة بصيغة تاء التأنيث، كما سمتها الجمعية المنظمة "تكامل" بتنسيق مع الداعمة الألمانية هندل سايدل».
وأضافت مليكة : « كان من المفروض أن تؤطر الندوة الأسماء التالية: حسناء أبو زيد، أمينة ماء العينين، ونبيلة منيب. الأخيرة، كما العادة، تقرأ المقدمة والحصيلة، بمعنى الاستفادة، وأيضا تقيس حجم قامتها في أي ندوة أو تجمع سوف لن تكون فيه هي مصدر المعلومة، وبسرعة تسلط عليها الأضواء، لا يشاركها أحد، أساسا بنات جنسها. لهذا السبب، كما العادة، لم تحضر..
.. هل تتذكرين يا أمينة يا ماء العينين وأنت تستظهرين نصوص الدراسة المستوحاة من تدبير سياسة الوهم. نعي جيدا من يحكم، من يقرر، من يفرض، تلعبون أنتم دور ساعي البريد ودائما كومبارس، وأنتم أجساد دون فقرات. أجساد طيعة إلى حد زحف وانبطاح السحالي فالثعابين...
.. جادت قريحتك بالتنويه لما تنجزون من مشاريع لم يقدر عليها السابقون... اشرأب عنقك وقرأت تردين على الدكتورة حسناء أبو زيد التي يسكنها ألم دفين على مستقبل وطنها وما ينتظرون من محافل الاحتقان... بصفاقتك المعهودة ابتسمت في مداخلتك وقهقهت بتقنية خاصة بك ما دام هذا السلوك جزء من متلازمات التربية والتأطير تتلقونها في حجرة درس المشرف الموجه سي بنكيران لأنكم تستمتعون بالضحك والاستهزاء على الشعب، أساسا البسطاء... نسبت بما يفيد أنك على العكس من حسناء قلت إنك في لحظة هيام وحلول مع سماء السياسة، وإن المستقبل ملككم ستصنعونه، تصوغونه كما تشاؤون، حتى التاريخ لكم، مع العلم أن عقدتكم هي الشرعية التاريخية لا تملكونها».
ثم واصلت الكاتبة مليكة رسالتها لماء العينين قائلة:«وأنت الآن يا من انفردت برواتب خيالية لمهام كأنك وحدك خلقت لها رغم أن مستواك يبرز منه صنف من وقاحة التصدي والقدرة على تخلي محاوريك على الانخراط في سجال عودت المستمع والناظر أنك تصبغينه بالكذب والأضاليل والبهتان، هل تتذكرين يا أمينة يا ماء العينين؟
.. وكما عادتي، لم استطع الصمت أو عدم الاكتراث، أخذت الكلمة وطلبت منك الاستعداد لتلقي بعض أبجديات الانطلاق لأن أستاذكم أجحف في حقكم ولم يلقن لكم تاريخ التكوين وكيف تمت الولادة من نطفة الخيانة والجريمة... لم يخبرك بأن الباب الخلفي الذي انسل منه وعرابوه لم يكن نفس باب الشرفاء الرواد... لم يلقن لكم قواعد النصب والجر والجزم والمبني والمعرب المحرك وجوبا من المبني للمجهول والممنوع من تصريفه على المكشوف...
.. بهكذا تقنيات غش وتلفيق سكب في خانات جماجمكم المكلفة بمهمة التبليغ كل المغالطات وصدقتموها... أرضية تواجد حرة ونزيهة مسقية من ماء زمزم بل حتى من السماء... لفتت انتباهك إلى ضرورة التركيز لما أقول فأنا ابنة عهد الحرية والانعتاق واكبت تأصيل الحداثة... أنت الآن تستهزئين، تستخفين بمن منحوكم العدة والزاد».
ثم أضافت «أرشدتك إلى قفزاتكم المرتبة على إيقاع الفوضى وتدوير فصول التاريخ إيمانا منكم بما هو وارد في برنامج ومناهج مدرستكم حرص روادكم أن يظهروا لكم من المقرر ما يناسب قدراتكم والمدارك وأن يسحب إلى خانة المنسي الأساسي جذر حقيقتكم بطبيعة الحال... أنت الآن تسخرين من بنات الشعب بقهقهتك الغريبة ربما ليس في علمي أن السلوك سنة حميدة أو مؤكدة عند الكلام كأخذ وعطاء».
في الختم، تواصل الكاتبة، نصحتك بأن السياسة وبغض النظر عن طبيعة مادتها ولو حضر برفقتك ابن تيمية والمودودي وعزة الجرف، بل حتى القرضاوي اردوغان... حري بك أن تكوني ملمة بتاريخكم، بحقيقتكم، لكي لا يحصل الارتباك... مهلا، نصحتك أن تعرفي جيدا خصمك أو عدوك، فهذه حكمة فرعونية أتمنى أن تستوعبيها جيدا "ويل لمن لا يعرف قلعة خصمه من الداخل".
وأنهت مليكة رسالتها لماء العينين بالقول «علاقة بقضيتك المثيرة للجدل وما تمخض عنها من معطيات فاضت بموجبها هواتفنا والأوراق... عندما غادرت القاعة والساعة منتصف الليل ورمضان... عند تعقيبك، كما سمعت في التسجيل، قلت لي ما جادت به حقينة سبابك قلت بالحرف: ألم تنتبه بعض العجائز اللواتي يرتدين من الملابس ما يناسب حفيداتهن... وهل إن مجرد صبغ الشعر و"كويبا"، هكذا قلت "كويبا"، يدعين الآن بأن المشهد السياسي يناسبهن، انتهت صلاحيتهن، يتقين الله ويسدلن على عيوبهن الحجاب من أجل ستر أجسادهن التي ترهلت».