المختار لغزيوي
أن تعوزك الحيلة في محاولتك اليائسة للدفاع عن أبناء قبيلتك الحزبية ظالمين كانوا أم مظلومين حد وصف الصحافة بأنها مرتزقة، وحد سبها وشتمها بتلك الطريقة العصبية، هي مسألة لاتليق حقا بالسيد عبد الإله ابن كيران ولا يجب أن ينجر إليها في وقت لاحق مهما بلغ حجم الصدمة التي قد يتلقاها سواء في ماء العينين أو في غيرها من نائبات حزبه الكثيرات…سواء تعلق الأمر بنائبات عبرت أو بالنائبات القادمات.
لا يليق أولا بالرجل - وقد كان رئيسا لحكومة المغرب أي لكل المغاربة - أن يترك لغضبه أن يقوده حد شتم الصحافة التي لم تكتب له مايوافق هواه.
ولا يليق بالرجل وهو إنسان "مهضار" (ونعتذر من اللغة العربية على الاعتداء السافر لكنها الضرورة الكلامية ) ولاتعوزه الكلمات أن يفقد القدرة على العثور على مفردات لتقطار الشمع والنيل اللاذع القاسي من هاته الصحافة دون النزول إلى مستوى سبها مباشرة بذلك الشكل الهستيري الذي يدل على أشياء كثيرة
ولا يليق ثالثا بالأمين العام السابق لحزب ذي مرجعية إسلامية قادم من حركة تربوية تعلم الناس الأدب وحسن الأخلاق ودماثة الطبع أن يترك لغريزة بدائية مثل غريزة السب أن تغلبه وأن يجعلها طريقته في الرد على من وجدوا ضالتهم في صور آمنة ماء العينين الباريسية لكي ينالوا من حزب يعتبرونه بعيدا تماما عن تصوراتهم أي يختلفون معه ولا يخفون هذا الاختلاف لكن لايصل بهم الأمر حد سب ابن كيران أو شتمه مما هو سهل ومتوفر في الأسواق بكل سهولة، لكن لاينجر إليه إلا الغاضبون.
ومع ذلك، "احنا نصبرو عاوتاني"، ونحن سنجد للرجل أعذارا كثيرة تشفع له ولكلمته التي لم تكن بنفس مستوى التألق الكلامي الذي عهدناه فيه، إذ غلب عليها الانفعال حد التشكيك منذ الوهلة الأولى لها في محبة زواره له، إذ اعتبر أن الوفاء هو ما أتى بهم إليه أما المحبة فتحضر حينا وتغيب أحايين أخرى، وحد قمع متحدث قربه لم يسمح له بإكمال جملة لأنه يعرف أنه يسير فوق ميدان ملغم ولايريد لعبارة منفلتة هنا أو تعقيب غير مدروس هناك أن يزحزحه عن خطه التحريري لتلك الليلة.
خط بدا مهلهلا وغير مقنع، خصوصا عندما انبرى الرجل للدفاع عن الحريات الشخصية مثلما يتخيلها، وخلط حجاب ماء العينين الذي يظهر مثل ثعلب زفزاف الشهير ويختفي لكنه يظهر هنا في الرباط ويختفي هنالك في باريس، وبين شرب الخمر وبين العلاقات المثلية التي وصفها ابن كيران بالشذوذ الجنسي وتوقف عندها طويلا، وبين بقية الأمور الشخصية التي رأى الرجل في نهاية المطاف أنه "ماشي شغلو فيها" بكل اختصار..
طبعا العديدون تذكروا أنه كان يعتبر هاته الأمور في وقت سابق من صميم انشغالاته، حتى أنه حاول يوما طرد زميلتنا أمينة خباب مصورة القناة الثانية "دوزيم" من قبة البرلمان بسبب لباسها الذي بدا له غير لائق حينها، لكن مثلما يقول المغاربة "الراس اللي مايدور كدية" وكفى..
ورأس ابن كيران دار كثيرا على مايبدو في حكاية ماء العينين حتى أنه أبدع جملة ولا أروع عندما قال بأنه "كون كان الشرع مطبق فهاد البلاد كون هادوك اللي صوروها تعاقبوا". وطبعا لاأحد سيركز مع عبارة "كون كان الشرع مطبق فهاد البلاد"، لأنها حمالة أوجه خطيرة أولا، ولأن الرجل ثانيا كان منفعلا أكثر من القدر الذي يسمح له بوزن حقيقي وصحيح لكل عباراته وكلماته.
كلمات ليست كالكلمات، على حد قول الجميلة صوتا وصورة ماجدة الرومي، وهي كلمات عبرت بالرجل حتى فاس إذ ذكر أنه لم يرافق عبد العالي حامي الدين إلى العاصمة العلمية لأجل التأثير على القضاء مثلما ادعت ذلك الصحافة المرتزقة، لكنه فعل ذلك فقط - وهنا تمسكوا بالمقابض وبالقضبان لأن الحصارات قوية مثلما كانت تنصحنا الحافلات المهترئة سابقا - لأنه يريد أن يرى هؤلاء القضاة الذين سيحكمون على حامي...
ولو علم أهل القضاء برغبة ابن كيران هاته منذ البدء لكفوه عناء السفر حتى مكناس ثم التحول إلى فاس بعدها والعودة إلى الرباط العاصمة، ولأرسلوا له صور القضاة المكلفين بحكاية حامي وسيفيهاتهم لأجل الدرس والتمحيص ولإشفاء رغبة رؤيتهم هاته التي لا تقاوم، لأن المثل العربي علمنا إياها منذ القديم "ليس من رأى كمن سمع"، علما أن "الشوف ماكيبرد الجوف" مثلما يرد المثل المغربي الدارج، لكن لابأس..لنحترم حق الرجل في الرؤية، ولنعتبر أننا صدقناه...
ابن كيران حسب ماقاله في كلمته يوم الأحد رأى الرميد مظلوما في حكاية حامي الدين، لأن الوزير السابق في العدل والوزير الحالي في حقوق الإنسان أكد لعبد الإله أنه من المستحيل أن يعاد فتح قضية حامي الدين أبدا، لكن القضية فتحت والرميد أحس أنه مظلوم فكتب تدوينته الفيسبوكية تلك التي اتفق ابن كيران مع بعضها ولم يتفق مع البعض الآخر.
تماما مثلما لم يتفق مع عدم الوضوح الذي حفلت به تدوينة ماء العينين دفاعا عن خلعها لسترة رأسها في فرنسا، وتماما مثلما لم يتفق مع من انتقدوها من داخل حزب العدالة والتنمية بسبب تصرفها ذاك، إذ وصفهم السي عبد الإله ب"الأنذال" (كذا وأيم الله) وانصرف لحال سبيله يقرأ على مسامع الحاضرين لزيارته والمشاهدين لتسجيله الفيسبوكي "سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"، مؤكدا أنه "ماكانش فالفورمة ديك النهار"، وأن هذا البث بالتحديد من المستحب إعادة توضيبه، أو لم لا إعادة تسجيله من جديد في يوم يكون فيه "السي عبد الإله فنهارو"، حفاظا على مستوى الفرجة التي تعود تقديمها للناس، واحتراما لجمهوره الذي يطالبه في كل "لايف" جديد بإنتاج يليق بسمعته في مجال "الوان مان شو" السياسي الذي يعد ألمع نجومه فعلا مثلما اعتبر هو ماء العينين ألمع سياسية في المغرب، مناصفة مع نبيلة منيب…
ما الذي يمكن إضافته بعد كل هذا ؟
لا شيء…لاشيء إطلاقا، سبحان ربك رب العزة حقا وكفى و"صافي" وانتهى الكلام، و"اعطي للناس يغسلو يديهم آسيدي، الماكلة حضرات"...