هناك من كان يقرأ سكوت عبد الإله بنكيران عن التدخل في "البوليميك" الأخلاقي لصور البرلمانية أمينة ماء العينين بباريس، بأنه يطوي غضبا صامتا من بنكيران على الورطة التي أوقعت ماء العينين فيها نفسها والحزب معا. لكن لا أحد كان يتوقع "عودة الشيخ إلى صباه" وتصريحاته "الصبيانية" التي جرّت عليه "الويل" و"اللعنات" من شيوخ السلفية والمقربين منه. لذا كان الكثيرون يفضلون أن يظل بنكيران ساكتا عن الحق و"شيطانا أخرس" بدل أن يتحوّل إلى "كلينيكس" لامتصاص الغضب الشعبي من ماء العينين.
ربما نسي بنكيران أن موضوع الحجاب غير قابل للمجادلة في صفوف عائلته الفكرية والسياسية والدعوية، خاصة من زعيم أصولي يتبنى الأرثوذكسية الدينية. من هنا نفهم سر هذا القصف من "محيط" البيجيدي لماء العينين وبنكيران، وتواصل التدوينات المهاجمة لموقف الأمين العام السابق لحزب البيجيدي من "نيران صديقة"، لأن بنكيران ومن أجل توفير الحماية لحليفته ماء العينين غامر برصيده الرمزي وطعن في أحد ثوابت مرجعيته الدينية، ألا وهو "الحجاب" الذي يعتبر "أيقونة" من "الأيقونات" التي وظفها الحزب الأصولي لاستمالة الناخبين والتمرغ في الريع.
ما هكذا كان ينبغي أن يرد بنكيران "الصّرف" لماء العينين من خلال ما يعتبره الأصوليون اعتداء على حدود الله، وهي "الحدود" التي كان الحزب لا يتنازل عنها هي و"اللحية"، ومختلف أدوات "النّصب" الأخرى التي جعلت البيجيدي حزب "غنيمة"، ويتعامل بمنطق "الطائفية" التي يذوب فيها "الحرام" في "الحلال" والعكس صحيح.
بنكيران الذي تمثّل لأمينة ماء العينين "كبيرا في كل شيء"، لأنه فقط أباح لها ما كان يحرمه على المغاربة، جسّد المعنى الحقيقي للوجه "المزدوج"، وأزال "القناع" الذي كان يحجب الوجه "الوصولي" الذي يمكن أن يبيع كل شيء حتى المبادئ التي كان يرهب بها خصومه.
الهجوم الشرس على تدوينة ماء العينين من زميلاتها في الحزب لا يمكن إلا أن تكون له قراءة واحدة، هو أنّ ما قام به بنكيران من تبييض لذمة ماء العينين هو "افتضاض" لبكارة "طهرانية" العدالة والتنمية.. "الكبير" بنكيران أسال دماء كثيرة وهو يرتق "غشاء بكارة" صينية الصنع لماء العينين، ليمنحها شهادة "عذرية" مؤقتة بثمن رخيص!!
توفيق مصباح