أعرب الفاعل الإعلامي، نورالدين الطويليع في حديثه مع جريدة " أنفاس بريس" عن استغرابه بخصوص موضوع التدوينة التي فاجأت بها البرلمانية أمينة ماء العينين كل فئات الشعب المغربي قبل طلوع شمس يوم الخميس الأسود، على خلفية لقائها مع بن كيران " حينما يريدون قضاء مآربهم يلبسون قناع التدين، ولما يتورطون في فضائحهم يلبسون قناع الحريات الفردية ؟ ". في هذا السياق تفاعل الطويليع مع الجريدة وساهم بهذه لورقة التي نتقاسمها مع القراء تعميم للفائدة.
فعلا سيدي لم يعد الحجاب مقياسا ولا معيارا للانتماء لحزب غادر قاعدة الحياة المتقشفة، وأقلعت طائرته صوب كوكب متعة الحياة ولذتها، الحجاب والإسلام والرقابة الأخلاقية وتتبع سواكن الناس وحركاتهم وإطلاق الزفرات تألما على خدش الإسلام والإساءة إلى القيم، أفعال وردود أفعال أدت وظيفتها في زمن التقشف والانحسار، زمن الدراجة النارية والعيش في حضرة الدهماء.
الآن وقد جادت اللحظة بنعيم الحكومة المقيم، لا بأس ولا تثريب عليكم أن تخلعوا رداء الإسلام وقيمه الثقيلة التي تحول بينكم وبين الإنغماس في اللذة هناك أو هناك، ومتخلف من يحمل سلاح الأخلاق ليهاجم إرادتكم الساعية إلى البحث عن حلاوة العيش واستخدام معجم جديد يمتاح ألفاظه من حقل التحرر الذي لا يقبل أن تزاحمه القيود.
يقول الشاعر فاروق جويدة:
لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان
أنفاسنا في الأفق حائرة
تفتش عن مكان
جثت السنين تنام بين ضلوعنا
.............................
في الوجه سرداب عميق
وتلال أحزان وحلم زائف
ودموع قنديل يفتش عن بريق
............................
شيء تكسر بيننا
لا أنت أنت ولا الزمان زمان
هذه الأسطر تلخص الرحلة التي قطعها القطار، وهو ينطلق من محطة البؤس والحرمان، في اتجاه محطة الوصول المعروفة، التي تفجرت فيها كل المكبوتات وتخلصت فيها الأنفس من حيرتها، لترتمي في حضن حميمية مكان وصفوه سابقا برمز الكولونيالية والاستعباد، لكنهم وجدوا فيه الآن الخلاص من حمل السنين الثقيل ومن جثتها النائمة بين الأضلع، هناك ذرف القنديل دموع معانقة الحياة بمعناها المتحرر من كل القيود وأطلق العنان لنفسه ليصول ويجول في رحابها الواسعة المتسعة، ويقول لمن لا زال يراهن على ماضي الزمان: بعدا للمغفلين.