توفيق مصباح
قبل الخوض والتعمق في تدوينة "الفجر" التي كتبتها أمينة ماء العينين في ليلة "الإسراء والمعراج"، حين زارت كبير "كهنوت" العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران في معبده، تستوقفنا العبارة "ذلك هو عبد الإله بنكيران كما عرفته، كبير في كل شيء"، وتذكرنا بعبارة "ديالي هو للي كبير"، وما كبير غير الله!!
العنوان الكبير -ولن نملّ من تكرار كلمة "كبير"، لأن كلّ ما في تدوينة ماء العينين كبير حتى "كَبيرة" هذا الردّ "المخجل" الذي يعتبر "أمّ الكبائر"- هو: اللقاء مع بنكيران!
عنوان "ملغوم" يحمل في سطوره تماسّا كهربائيا صاعقا.
تصعقنا ماء العينين من عتبة العنوان، وتفخيم "اللقاء مع بنكيران" الذي جعلت منه لقاء "مقدّسا" مع حارس "كعبة" الإخوان المسلمين بالمغرب
ومن يمنح "صكوك الغفران"
ومن يعرف تفسير قول الله تعالى "تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا" أو معنى الآية 112 من سورة التوبة "لتَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ".
هل بنكيران هو تجلّ من تجليات الله حتى تطلب منه ماء العينين "التّوبة"، ويمنحها لها بـ"المجّان"؟!
هل أصبح اللقاء مع "الكبير" بنكيران "أكبر" منزلة من اللقاء مع الله، حتى تُسْأَل عنه أمينة ماء العينين من الكثيرين، وتخصص له هذا الحيز المهم من المداد؟ وهل بنكيران في منزلة من يتنكّر لـ "حدود الله" التي كان يفرضها حزبه على المغاربة فرضا في أزيائهم "التنكرية" التي كانوا يقدمون بها أنفسهم للمغاربة، ويدوّنون في أدبيّات حزبهم بالبنط العريض بأنّ حزبهم يدافع عن "المرجعية الإسلامية"، ولا داعي للتذكير بهيجان بنكيران على ملابس "أمينة خباب" أو ما كاله لحبيب الشوباني من شتم وسبّ للصحافية خديجة الرّحالي بمقر البرلمان؟ لا داعي من تكرار كل "التمثيليات" البذيئة، و"المسرحيات" السمجة التي كانت ترهب المغاربة بسيوف الأخلاق.
ماذا تغيّر حتى ينقلب بنكيران على "حدود الله"، ويتعدّى "الثوابت" التي يقدسها حزبه؟ ماذا حدث حتى قام بنكيران بتبييض ماء وجه أمينة أمام المغاربة وازدواجية سلوك ماء العينين؟ أليس هذا من علامات الساعة، وأقصد ساعة نهاية حزب كان يبيع الوهم للمغاربة ويطعنهم بخناجر التطرف والأصولية؟
هل لأنّ أمينة العينين اختارت أن تخلع حجابها التنكري أمام كباريه "المولان روج" وساحة "فان دوم" بباريس "نبول" على كل "الأوثان" التي يطالبنا بنكيران بعبادتها؟
هكذا همس بنكيران لماء العينين بالحرف: هكذا استمري لا تطلبي شيء إلا من الله وحده.
هكذا اطلبي من الله أن تواصلي السخرية من المغاربة والضحك عليهم باسم الدين.. هكذا اطلبي من الله أن تُمْعِني في نفاقنا، وسرقة عرقنا.
والفظيع هو ما جاء في هذا المقطع الذي جاء في تدوينة أمينة ماء العينين عن بنكيران:
"قبل أن تتحدثي، أعيب عليك أنك لم تأت لاستشارتي منذ اليوم الأول، ولو استشرتني لقلت لك: بغض النظر عن صحة الصور من عدمها، ولسْتِ أصلا في موقع مساءلة تجاهها، كنت سأشير عليك أن تقولي:
إوا ومن بعد؟ وإن كنت قد اخترت أن أنزع الحجاب في الخارج أو أرتديه هنا فهذا شْغْلي، واللي مزوجني وما عجبوش يطلقني واللي كيتسالني شي حاجة ياخذها والى خرقت القانون نتحاكم والى خالفت شي حاجة من تعاقدي مع الحزب نتساءل، ومادام ارتداء "الفولار" أو خلعه لا يدخل ضمن هذا كله فتلك مسألة شخصية".
الله أكبر يا كبير!
ينصر دينك يا عبد الإله بنكيران...
أمينة ماء العينين، وحسب فهمنا البسيط، تخاف من بنكيران "الكبير" ولا تخاف من الله "الأكبر"، وهي الآن نالت "بركة" كبير "الكهنة" بنكيران.. وتذوّقت "ترياق" بنكيران من سمومنا التي جرّعناها لها. المهمّ -يقول بنكيران- هو أنّها لم تخرق القانون، أمّا أن تخرق ""شرع الله" فلا حرج عليها. نحن المداويخ من يخطب علينا بألا نتعدى "شرع الله"، من يأمر الرجال بزراعة "اللحية" والنساء بغطاء الرأس.
لا عليك يا أمينة... أنت "حرّة" ونحن عبيد وإماء بنكيران!!
تضيف "المبروكة" أمينة ماء العينين بثقة في النفس:
تحدثنا في كل شيء وفي كل ما يثار، وكان حريصا على صنع مساحات للنكتة والضحك، وأنا أعي أنه كان يبحث عن تحريري من الضغط لأكون مرتاحة أكثر.
ذلك هو عبد الاله بنكيران كما عرفته، كبير في كل شيء.
أما أنا وبعد كل هذه الهجمة وما وُظف فيها من امكانيات ضخمة للتشهير بي، وبعد ما أعلنته سابقا، فإنني أزداد قناعة بأن مسار النضال يجب أن يستمر بعزم وإرادة أكبر، داخل المغرب أو خارجه، بحجاب أو بدونه، بصفة وموقع أو بدونه..."!!!
أمينة ماء العينين تذكّرنا بأنها وجدت في بيت بنكيران سلاما روحيا، بعد نجاحه في تحريرها من الضغط النفسي، وعقدة الذنب. وتذكرنا مرة أخرى بأن "تمثيلية" باريس بكل رسائل "النفاق" و"الزيف" التي بعثتها من "المولان روج"، وكذبها "الصريح" بأن تلك الصورة المنسوبة إليها "مفبركة"، هو اختبار لمسارها "النضالي" الذي ستستمر فيه بكل عزم وإرادة.
أمينة ماء العينين التي مارست كل أنواع "الشذوذ" الفكري والأخلاقي، وأثبتت أن "الكذب" و"النفاق" و"التدليس" و"المناورة" و"تخراج العينين"، هي العملة المربحة، هي ما جعلت حزبا بنى قلعته على نكران "حدود الله" و"حدود الشعب" و"حدود الوطن" يعيش بينه المتهمون بالقتل والكذابون والمزورون والمدلسون و"المستحمرون" للشعب و"الكافرون".
عذرا بنكيران.. ستزور بيتك في فيلا حي الليمون "القوّادات" و"الزّانيات" و"الرّاقصات" و"المذنبات"، كي تبيعهن "صكوك الغفران".
عذرا بنكيران، في عنقك "دين" و"اعتذار" لأمينة خباب، من الواجب عليك أن تؤدّيه، حتى تتساوى أمينة ماء العينين مع أمينة خباب، مع أن الأولى كانت في رحلة "استجمام" و"خلوة غير شرعية"، والثانية كانت في ثياب "العبادة" وبملابس العمل... أليس العمل عبادة يا كبير؟!
فليس "الحرام"في عرف بنكيران "حلالا" على ماء العينين، و"الحلال" يصبح "حراما" بالنسبة لخباب!!!
"أمّا ساعة الظالم فآتية ولو بعد حين".
صدَقت يا أمينة ماء العينين!!!