محمد حمروش
في الوقت الذي يتباهى فيه زعيم البوليساريو ببذلته العسكرية في استعراض للمليشيات بمنطقة امهريز، يعيش الجيش الانفصالي إحباطا نفسيا حقيقيا.
ظهور إبراهيم الغالي وهو يتجول منتشيا ببذلته العسكرية في استعراض للملشيات في منطقة مهريز شرق الجدار الدفاعي المغربي، يخفي أزمة خانقة وإحباط يعيشانه ما يسمى «الجيش الصحراوي». مناسبة هذا الكلام ما وقع بالموازاة مع الاستعراض العسكري، حيث توفي جندي ينتمي «للجيش الصحراوي»، وذلك نتيجة «إهمال طبي»، ينقل موقع مقرب من مليشيات البوليساريو، وهو الموقع نفسه الذي زعيم «الجيش الصحراوي» سابقا، محمد لمين البوهالي المعروف بعدائه الشديد للمغرب.
ويضيف المصدر ذاته، أن «الجندي» توفي في مقر عمله، وأن مرؤسيه «عجزوا عن إنقاذه لغياب سيارة اسعاف».
وانتقد الموقع المذكور، «الأوضاع الاجتماعية بالبوليساريو التي يعيش فيها عالمين متناقضين، عالم القادة العسكريين الذين يعيشون في فيلاتهم ومنازلهم المكيفة بتندوف الجزائرية وبلاد الباسك الاسباني، وعالم الجنود الذين لا يجدون حتى سيارة اسعاف تقلهم عند الضرورة»، يشير الموقع منتقدا حالة الفساد والرشوة التي أصبحت مستفحلة في ما يسمى «مؤسسات الجبهة» وعلى رأسها «الجيش الصحراوي» الذي يتورط قادته في التجارة في كل أنواع المخدرات والسلع المهربة والسيارات المسروقة والاعانات الانسانية التي ترسلها المنظمات العالمية لسكان مخيمات تندوف، بل إن تقريرا لمكتب محاربة الغش والاحتيال الأوروبي (أولاف) سنة 2015، أشار إلى سرقة حليب الرضع وتحويله إلى الأسواق.
ارتفع منسوب الاحباط والغضب في صفوف «الجيش الصحراوي» يغذيه سياسة اللامبالاة التي ينهجها قادة الجبهة الانفصالية وخدمتهم لأجندات السلطات الجزائرية.
أمام هذه الأزمة التي تضرب الجبهة، يطرح سؤال جوهري بأي وسائل تريد البوليساريو إعلان الحرب على المغرب؟ هل للجبهة القدرات الحقيقية لإطلاق التهديدات للمغرب؟ هل تكفي استعراضاتها الأقرب منها إلى المهزلة منها إلى استعراضات عسكرية لمواجهة المغرب عسكريا؟ هل للبوليساريو القدرة على مواجهة جيش من أقوى الجيوش بالمنطقة وبالقارة؟.
لنتحدث بوضوح، البولساريو وصنيعتها الجزائر، تعلمان جيدا أن أي تحرك عسكري ضد المغرب هو انتحار لا محالة. والجبهة تعلم أيضا أن الظروف التي وقع فيها اتفاق وقف إطلاق النار في الـ6 نونبر 1991، تغيرت لصالح المغرب وجشيه الذي يتوفر على ترسانة عسكرية مهمة تجعل منه من أقوى الجيوش في القارة الافريقية.
بالتالي تحركات البوليساريو وتهديدها كل مرة بإعلان الحرب على المغرب لا يعدو أن يكون جعجعة إعلامية هدفها التأثير الرأي العام بتندوف ففي كل محطة سواء داخلية (احتجاجات داخلية) أو خارجية (اجتماع مجلس الأمن) تلوح البوليساريو بورقة العودة إلى الحرب.