حميد زيد.
ما حصل عليه حزب العدالة والتنمية بفضل الحجاب كثير.
كثير جدا. ومهول. وخيالي. وغير قابل للتصديق.
وبفضل الحجاب. وبفضل اللحية. وبفضل الخطاب الأخلاقي. وبفضل توظيف الدين. حصدوا كل الأصوات.
وسيطروا على كل المدن.
ورغم أنهم يعانون من نقص فادح في الكفاءات. ورغم أنهم الحزب الوحيد في المغرب الذي ليس له أطر.
وليس له إلا بوليف.
وليس له إلا الداودي. وليس له إلا الرباح. ويتيم. الذين يعتبرونهم قشدة الحزب.
إلا أن الحجاب ينفعهم حين تقل الكفاءات.
ويعوض التجربة.
ويقوي حظوظهم في الفوز.
وله مفعول سحري. ويكفي أن تضعه القنديلة. ويكفي ذكر الله. وتكفي اللحية. وهاهم المواطنون يصوتون لحزب العدالة والتنمية.
ولذلك فإنه من الصعب جدا تعويضه بالطاقية.
وأي شخص في العدالة والتنمية لن يقبل هذه الفكرة.
وسيراها انتحارا. ونهاية لتجربة الإسلام السياسي في المغرب.
فما بالك بالتنورة. وبالشعر المنسدل. الذي يطيره الهواء. وبالتمتع بملذات الحياة.
وأي عضو في حركة التوحيد والإصلاح سيصبح عاطلا عن العمل. ولا دور له. وسيكفون في الحركة عن القيام بالحملات. وبالتوعية. وبالدعوة. وعن حجابي عفتي.
وستغلق الحركة أبوابها.
وقد تتحول إلى ناد للعب الشطرنج. أو لتنظيم صبيحات للأطفال.
ولن يعود لها دور يذكر.
فالحجاب مهم جدا لهم. وعليه بنوا مجدهم.
وأي خلع له في هذا الوقت بالضبط. ستكون له آثار وخيمة على مستقبل العدالة والتنمية.
ولذلك. فإنه من الطبيعي أن يتخلوا عن ماء العينين.
وحين سيتأكدون. فلن يترددوا لحظة في التخلي عنها.
والتضحية بها حفاظا على الصورة. وعلى الرمز الجاذب للأصوات.
لأن لوكها الجديد مهدد لهم. وطاقيتها خطيرة على المشروع. وعلى الناخبين.
فكم صدعنا حزب العدالة والتنمية من قبل.
وكم تميز بمحافظته. وكم خاض من حرب دفاعا عن الأخلاق.
وكم من مرة احتجوا على اللباس. وعلى قفطان محلول في القناة الثانية كما فعل مصطفى الخلفي.
وعلى مصورة صحفية في البرلمان كما فعل بنكيران.
والأمثلة كثيرة.
ولن يجرؤوا ويقولوا كنا مخطئين. ومتطرفين. ومتدخلين في حرية المغاربة.
وليس في مصلحتهم أن يصبحوا حزبا مثل باقي الأحزاب المغربية.
لأن الحجاب علامة فارقة.
وعلامة جودة. وتميز أخلاقي.
وبمجرد وضعه تأتيك الأصوات والمقاعد من حيث لا تدري.
وبمجرد خلعه تتساوى مع منافسيك.
وكما تدعم السلطة أحزابها. فإن حزب العدالة والتنمية مدعوم من الحجاب ومن توظيفه للدين.
ولذلك فإنه من الطبيعي أن لا ندع الفرصة تمر.
وأن نسخر من تناقضات الإسلاميين.
ونتحدث عنها. ونتمتع بالصور. وبالمعالم السياحية. ونندهش. ونتعجب.
فكل ما حصلتم عليه
وكل ما جنيتموه لم يتأت لكم عن كفاءة.
وكل الأصوات التي حصدتها ماء العينين في الدار البيضاء. وفي مدينة ليست مدينتها. حصلت عليها لإنها تنتمي لحزب إسلامي. وليس لشيء آخر.
وحصلت عليها بفضل الحجاب المخلوع.
أما وقد خلعته.
فإنه من الأخلاق أن ترد تلك الأصوات لأصحابها.
وتعترف بأنها خدعتهم. وخيبت أملهم فيها. وخانت ثقتهم التي وضعوها في حجابها.
وأنها لم تعد كما كانت. وتغيرت. واختارت أن تصبح مثل الآخرين. واعتمرت الطاقية.
وأنها مع الحرية.
ومستعدة أن تستمر في تجربتها. ومسارها السياسي. بالطاقية. أو بدونها.
وحينها سترى كم هي خطيرة تلك القطعة من القماش.
وكم هو خطير دورها.
وكم هي حاسمة ومساعدة على النجاح.
وعلى الاكتساح.
وعلى دحر كل من يقلل من شأنها. ويعتبرها مجرد قطعة قماش.
حتى أنها غلبت أحزاب السلطة مجتمعة.
وغلبت المال
وغلبت السلطة نفسها.