مدهشة هي قدرة البعض على لي عنق الحقيقة، وعلى « تخراج العينين » وعلى الصراخ بكل قوة « ولو طارت معزة » مثلما يذكرنا بذلك المثل المغربي الدارج دوما وأبدا
عندما تخرج فيديوهات فاضحة إلى العلن، ويظهر في الصور شخص معين بشحمه ولحمه وشاربه ومكتبه، يقال إنه « الفوتوشوب » ياقوم..
عندما يتم ضبط واحد من كبار المتحدثين بالشعارات الكبرى، وهو يمرر إلى شركة الأبحاث التي أنشأها وقال في الأول إنها غير ربحية أموال مراكز الدعم الأجنبية يقال مرة أخرى إنه « الفوتوشوب » ياقوم واستهداف الشرفاء المناضلين الأشاوس الأماجد والنشامى
عندما يتم تسريب صور شخصية لنائبة ترتدي الحجاب في المغرب وتخلعه في فرنسا يقال إنه « الفوتوشوب » مرة أخرى ياقوم لأن السيدة النائبة مناضلة صنديدة لم تستطع كل الجهات إسكاتها فصنعت لها صورا على المقاس
وقس على هذا اللجوء المضحك المبكي ماشئت من أمثلة ونماذج، حتى أن تلك التي ضبطوها في الشاطئ تساعد الآخر على القذف قالت هي الأخرى إنه « الفوتوشوب » في عدم فهم معنى القذف الذي تحدثت عنه إذ هي قصدت قذف الكرات لا قذف أي شيء آخر من جسم الإنسان والعياذ بالله
في علم النفس السلوكي يسمون هذا الأمر الإنكار المرضي، ويعتبرونه مرضا حقيقيا ويخصصون له جلسات طويلة لمعالجة المصاب به إلى أن يتمكن من مواجهة حقيقته، ويشرع شيئا فشيئا في استيعاب أنه مصاب بعطل ما في مكان ما وأن أولى خطوات العلاج هي الاعتراف بالمرض ومواجهته بشجاعة.
في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، يعالج حاليا المنتج الشهير هارفي وينشتاين من تحرشه بالممثلات وعارضات الأزياء في مصحة خاصة بعد أن ظل لسنوات يقول إنه « يتعرض لتهم كاذبة بهدف المس بسمعته ومساره المهني الكبير »
هارفي فهم الآن أنه مريض، وهو يعالج وأكيد سيغادر المصحة إنسانا آخر، فمتى يعترف مرضانا بأن الفوتوشوب لم يمسسهم في شيء، وأن شيئا ما في دواخلهم هو الذي ينبغي أن توجه إيه أصابع الاتهام.
ركن "من صميم الأحداث" على "الأحداث المغربية