محمد البودالي
بعد انفضاح أمرها وفشل تهديدها باللجوء إلى القضاء في إخراس ألسنة الإعلام الوطني الشريف الذي تصدى لتعرية الوجه الآخر لتجار الدين، إلى جانب محامين كبار، انزوت آمنة ماء العينين، بطلة الصور الفاضحة في باريس، في ركن الصمت والهروب إلى الوراء، وخرجت جرذان الكتائب الإلكترونية للبيجيدي، لتتكلف بمهمة تلميع ما لا يمكن تلميعه مما علق وسيظل عالقا في أذهان المغاربة أجمعين، عن سيدة تدعي الورع والتقوى، وهي منهما براء.
حسن حمورو، أحد فرسان التبحليس في حزب العدالة والتنمية، ونجم القواعد في تسويد الأبيض وتبييض الأسود، خرج من جحره، هو الآخر، لكي يداري الشمس الساطعة بالغربال، ويحاول إخفاء ما لا يمكن إخفاؤه، من حقيقة "أخته" في الحزب.
وطبعا حمورو لا يدافع هكذا اعتباطا ولا مجانا، فلهذا الرجل أجور سمينة، وامتيازات عديدة، راكمها من عائدات مهمته كبوق يروج للخطاب الازدواجي لحزب العدالة والتنمية، والتلميع لقيادييه المنغمسين في الفضائح، فمهمة الرجل غير الرسمية، هي الدفاع عن الآثمين، ونصرة الظالمين، مثلما فعل مع بنحماد وفاطمة النجار، وتوفيق بوعشرين، وماء العينين، وغيرهم.
ورغم ان عضو كتائب البيجيدي قد نطق بلسانه الداخلي وهو لا يشعر، عندما اعتبر أن ماء العينين ليست في حاجة إلى دفاعه عنها، إلا أنه تمادى في إسهاله الفكري، وراح يروج لكلام لا يقبله الأطفال والمجانين، فكيف يجوز على العقلاء.
فالشعب المغربي، يا حمورو، لم يعد من البلادة بما كان قبل مجيء حكومة البيجيدي في 2011، ولم يعد من السهل التغرير به أو الضحك على ذقنه، بعد الويلات التي عاناها مع البيجيدي من أول حكومة لبنكيران، إلى آخر حكومة للعثماني. ولذلك، فإن محاولة التلميع والتزويق لصورة ماء العينين، أو غيرها، لا تجلب عليهم غير سخرية واستهزاء الشعب، فالخطاب الذي دأبتم في هذا الحزب على الترويج له، لم يعد مقبولا لدى المغاربة، ولو كانت لديكم ذرة من خجل، لتواريتم إلى جحوركم وراء، عوض الإصرار على أداء أدوار سخيفة، باتت تثير السخرية أكثر من الشفقة.
مقال حمورو، الذي احتفت به عدد من المواقع المعلومة، ومن بينها موقع المكبوت بوعشرين، خلا من أي جملة مفيدة، ومن أي عبارة مقنعة، تقدم جوابا شافيا ومقنعا لأسئلة الشعب عن ازدواجية الخطاب لدى العدالة والتنمية، ونفاق السيدة التي نصب نفسه محاميا عنها، في إطار "أنصر أخاك ناكحا أو منكوحا"، كما فعل في قضية بوعشرين.
حسن حمورو لجأ إلى أسلوب الحشو والإطناب، والترويج لكلام نمطي لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يمكنه أبدا ومطلقا، أن يغير من الواقع شيئا، ولا أن يلعب بعقول المغاربة، أو يغير من قناعتهم الجديدة تجاه هذا الحزب في شيء.
حسن حمورو أنهى مقاله بأسئلة سوفسطائية، تتهرب من الحقيقة هروب النعامة، وتحاول أن تخلق جدلا عقيما حول أمور وقضايا ليست مطروحة حاليا للنقاش، ولا تهم احدا في شيء، وكل هذا، من أجل تضليل الرأي العام، وفتح نقاشات هامشية للتغطية على القضية الأكبر.. أي فضيحة الأفخاذ والسيقان العارية في باريس.