قصة جواد بنعيسي التي رواها في تدوينته معطرة بكثير من التغليط والتمويه والمراوغة، لا يمكن ان يصدقها الا ساذج.
فقد طفا هذا الرجل فجأة على سطح الفايسبوك ليحكي لنا سر علاقته مع السيدة المصونة التي تكاثرت ألقابها قي فضاءات الحكايات بين “ذات الوجهين” و”ذات القلبين” و”ذات القرنين” و “امينة تخراج العينين” وما إلى ذلك.
قل ما شئت يا بنعيسي حول علاقتك مع امينة ماء العينين، فلن يصدقك أحد، وصلى الله على خير المرسلين الذي سأل شابا من شباب مكة صادفه يوما عن سر تواجده بمكان بعيد عن مسكنه، فادعى الشاب ان ناقته شردت، وانه يبحث عنها، في حين ان الرسول الكريم يعلم سر تواجده قرب بيت غير بيته، فظل يسأله دائما، كلما التقاه بالمسجد، هل عثر على ناقته، فلما يخبره الشاب انه عثر عليها، يجيبه خير الانبياء: “انك ملاقيها ان شاء الله”، الى ان اعترف الشاب بسر كذبه ومراوغته.
يقول سي جواد بنعيسىي انه تعارف مع السيدة امينة، وانها رافقته عند اسرته في صفرو، وان والدته اعجبت بها، وانها رافقت اسرته الى فرنسا اكثر من مرة. نعم هذه هي حكايات بنعيسي عن صفاء ونقاوة وطهارة صداقته مع امينة ماء العينين، علاقة لو وضعناها داخل الة التصبين لاحتار مسحوق التنظيف من بياضها، علما انها تجمع بين شخص مطلق، وامرأة لا تتوفر على وثيقة الطلاق ويجب ان تحترم اشهر العدة كاملة بعد الاعلان الرسمي للطلاق.
سنترك حكايات هذا الرجل جانبا، لانها فاقدة للمصداقية، ونقص على القارئ الكريم حقائق اخرى لعلها تفيده مرة اخرى في كشف حقيقة حزب العدالة والتنمية الذي اصبح كشجرة تتمايل يسارا نحو حزب التقدم والاشتراكية، بفضل تحالفهما الثمين معه، ويمينا نحو حزب الاتحاد الاشتراكي، تحت رعاية قلبي “الملاكين” جواد بنعيسي وامينة ماء العينين.
لقد كان الملقب جواد بنعيسي يوما احد المحظوظين من اطر حزب الاتحاد الاشتراكي في الظفر بمنصب مدير بمؤسسة “السي جي إي”التابعة للمؤسسة المقبلة على الافلاس “سي دي جي” شأنه في ذلك شأن آخرين من أطر هذا الحزب، وعلى رأسهم ابن محمد اليازغي.
ولما فقد منصبه داخل هذه المؤسسة لاسباب كثر فيها القيل والقال، لكنها لا تهمنا الآن، بدأ الاطار المفرنس طريقه في التموقع انطلاقا من الشارع العام، ومن الحركات المتطرفة في مطالبها، فالتحق بمفطري رمضان، اي بحركة “مالي”التي اشهر اصحابها إفطارهم نهارا في عز رمضان بالشارع العام، قبل ان يتم توقيف استفزازاتهم للصائمين من طرف السلطات العمومية والقضاء، وهنا نتوقف لحظة لنحيي اختنا الكريمة ماء العينين على هذه العلاقة “الطاهرة”،التي يفسرها فقهاء الرسم التشكيلي بكونها تجمع بين “السريالية والدادائية والعبثية والتجريد”، وكلها مدارس تشكيلية لا يمكن لمن يهوى الواقعية ان يحل الغازها.
ولم يخرج جواد بنعيسي من “المولد بلا حمص”، ولم تخرج صنارته ايضا خاوية الوفاض، وهي المزودة بطعم اللباقة، والمخللة بتعابير لغة موليير المنتقاة، فالتقى لسانه بلسان زينب الغزوي متزعمة حركة “مالي”، وارتبطا برباط جعلهما يغادران الرباط نحو باريس، الى ان افترقا فعاد صاحبنا الى ارض الوطن يبحث عن مصدر للرزق، بعد ان اضاع رزقه بين دروب باريس. نعم، ضاع رزقه، ونحن نعلم انه لم يجد عملا في باريس، لأنه لم يكن يبحث عنه أصلا، حيث كان يعيش على حساب عرق الزوجة، إلى أن طردته ذات ليلة و أخرجته من بيتها. و لما طلبت الطلاق، اشترط عليها تأدية أتعاب محاميه، و استجابت لطلبه كي تستعيد حريتها. في المغرب بدأ بنعيسى يبحث عن عمل بوساطة من صديقه المقرب الياس العماري، الذي لم يتوان على التدخل له لدى مكتب للدراسات بالدارالبيضاء، فكلفوه بالعمل على ملف يتعلق بحماية الاطفال، وبرامج الاحزاب السياسية حول هذا الموضوع. وبعد ان استفاد من حزب الاصالة والمعاصرة، بفضل تقربه من زعيمه، زار لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، فالتقى بالنائبة امينة ماء العينين، ودخلا معا في علاقة تشبه لوحة تجريدية، فتطير معه لدى وزارة بسيمة الحقاوي، ثم لدى وزراء اخرين لمساعدته على انجاز بحثه، ثم ازدادت العلاقة وثوقا وتوثقا، ويشتد حبلها على الخصرين، فيرحلان عند الوالدة في صفرو، ثم يبدءان رحلات السفر الممتعة.
نعم هذه هي قصة علاقة ماء العينين بجواد بنعيسي، التي وثقت لدخول حزب العدالة والتنمية مسارا جديدا في التفكير السياسي، اذ يحكمنا باسم الدين، بينما يخلو بعض قيادييه الى الفحشاء والمنكر، وقد اعطينا امثلة كثيرة عنهم.
و بعد أن قامت أمينة “تخراج العينين” بتقديمه لعبد الاله ابن كيران في أوج مرحلة طلاقها، بدأ الصديق الجديد يعد ملف إنشاء جمعية ذات منفعة عامة كي يستفيد من التمويل العمومي، معولا في ذلك على أصدقائه الجدد في البيجيدي.
برلمان كوم