لازالت صورة النائبة البيجيدية ماء العينين، وهي ترقص بالقرب من نادي “مولان روج”، الشهير بالعاصمة الفرنسية باريس بالمجون والرذيلة، وبدون لباسها الإسلامي، تثير ضجة في أوساط الرأي العام الوطني، رغم محاولة الأخيرة إنكار حقيقتها واتهام مسربيها بفبركة الصورة، بل أكثر من ذلك، لجأت إلى أسلوب تهديدهم بمتابعتهم أمام القضاء بتهمة “التشهير”، في لعبة من تبحث عن أي قشة تتمسك بها لحفظ ماء وجهها.
والأكيد أن ردة فعل ماء العينين تبقى طبيعية، وتُذكرنا بردة فعل بوعشرين الذي نفى أن يكون هو الشخص نفسه الذي ظهر في فيديوهات توثق ممارسته للجنس مع ضحاياه بطريقة شاذة وشنيعة، لكن الغريب في كل هذا، أن يهب بعض المنسيين من سباتهم ليعلنوا تضامنهم مع صاحبة “تخراج العينين” بمنطق الدفاع عن الحريات الفردية والخصوصيات الشخصية، في محاولة للظهور من جديد إعلاميا ومن بين هؤلاء، حسن أوريد، الذي اختلط عليه شعبان برمضان، فلم يعد يعرف أي توجه يستقر عليه، فهو تارة يغازل الحركة الأمازيغية، وتارة يغازل التنظيمات اليسارية والحداثية، وتارة أخرى يتقرب من “الإسلاميين”، ما يؤكد أن الرجل قد فقد بالفعل بوصلته، فلا هو بالمفكر الذي يحرص على أن تظل مواقفه ثابتة ورصينة ولا هو بالسياسي الذي يحدد مساره بدقة.
ولعل ما يؤكد اختلاط الحابل بالنابل عند حسن أوريد هو تدوينته الأخيرة التي علق فيها على نشر صورة البرلمانية البيجيدية، التي التقطت بباريس، معتبرا “أنه لا يمكن الحديث عن الحداثة دون احترام الحياة الشخصية للأفراد، التي هي خط أحمر لا يجب تجاوزه تحت أي مسمى كان”. لأن الرجل لم يسعفه الحال في التمييز بين الحياة الشخصية للأفراد العاديين وكذا للشخصيات التي تعيش حياتها وفق ما تؤمن به من أفكار وتوجهات، وبين خصوصيات الشخصيات العمومية والسياسية على وجه التحديد التي تتحمل مسؤوليات أسندت لها بالإرادة الشعبية، فهؤلاء تعتبر أدق تفاصيل حياتهم اليومية محط متابعة من طرف وسائل الإعلام والرأي العام الوطني، لأنهم يمثلون المواطنين في المؤسسات المنتخبة والمؤسسات التنفيذية، وهذا أمر متعارف عليه في أكبر الديموقراطيات بالعالم، ولعل فضيحة بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي وبعض الرؤساء الفرنسيين وغيرهم تغنينا عن الخوض في هذا النقاش.
مشكلة حسن أوريد وبعض “رفاق اليسار” يتجاهلون بوعي أو بدون وعي أن نشر فضائح أهل العدالة والتنمية وذراعهم الدعوي “حركة التوحيد والإصلاح”، لا تدخل في مجال التشهير أو المس بالخصوصيات الشخصية لقياديي هذا الحزب “الإسلامي”، بقدر ما هو فضح لازدواجية الخطاب والنفاق السياسي الذي يدعو المواطنين إلى الالتزام بالأخلاق الإسلامية ويحرصون على فرض فقهيات ابن تيمية وحسن البنا، في الوقت الذي يقومون هم بعكس ذلك مقبلين على نعم الدنيا وزخرفها. وهل لا يتعلق الأمر هنا بأكبر عملية نصب واحتيال على المواطنين الذين منحوا ثقتهم وأصواتهم إلى هذا الحزب الذي ارتدى قناع الإسلام للوصول إلى كراسي السلطة؟.
وأخيرا نهمس في أذن حسن أوريد، الذي خرج من مربع السلطة مغبونا بسبب أخطائه القاتلة وشخصيته المزاجية، يكفيك ما راكمته من فضائح لا تعد ولا تحصى حين كنت واليا على جهة مكناس تافيلالت سابقا، وعاملا على عمالة مكناس، وكيف تحولت من موظف سامي إلى رجل أعمال، راكم ثروة في ظرف وجيز يجهل مصدرها.
ما يدفعنا للتساؤل “آش دخل حمارتك لأسبوع الفرس السي أوريد”؟
أهو الاحساس و الخوف من قرب النبش في تسيير حسن “أويد” (اعطيني بالامازيغية) كما لقبه أحد الفنانين، لشؤون الولاية؟ أم الخوف من تداعيات قصة غرام قديمة؟.
برلمان كوم