لم يتوقف الذباب الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية عن تجييش تدويناته للتضامن مع النائبة ماء العينين، ومواجهة الحقيقة بالعار عبر الإدعاء بأن صورتها مفبركة، وبأن الأمر يتعلق بحرية فردية يجب احترامها.
نعم، إن الأمر يتعلق بحرية فردية فعلا، لو لم تكن صاحبته شخصية عمومية، تقتات على أموال الدولة وعرق المغاربة، ولو لم تكن صاحبة الصورة تجسد حزبا ايديولوجيا يغذي عقول المغاربة بخطاب لا علاقة له بالحقيقة، إذن فالأمر يتعلق بحزب وليس بامرأة.
ثانيا، إن فرنسا التي يسمو فيها القانون، وتعلو فيها الحريات الشخصية، لا يسمح إعلامها للشخصيات العمومية بتجاوز مؤشر الحريات الخاصة، ومن تم فالفضائح المعلن عنها في وجه ساركوزي وهولاند وماكرون كلها تتعلق بالحريات الخاصة والفردية، لكن قراءات الإعلام الفرنسي لهذا الحق تسمو على أي قراءة يريد أن يقدمها لنا حزب ايديولوجي وديماغوجي في المغرب.
ثالثا، إن حزب العدالة والتنمية هو آخر حزب يمكنه الحديث عن الحريات الفردية، وهم الذين أقاموا الأرض يوما ولم يقعدوها ضد مصورة صحفية دخلت في عز الصيف إلى قاعة الجلسات بمجلس النواب بلباس خفيف، سموه حينها عريا وانسلاخا بل وطالبوا بطرد الصحفية من القاعة بدعوى أن لباسها غير محتشم، وتوقفت الجلسة بسبب هذه الضجة المفتعلة.
نعم، إن آخر من يحترم الحريات هو هذا الحزب بذاته، والوقائع كثيرة ولعل أبرزها حادثة وقعت سنة 2013 كان بطلها أفتاتي ومجموعة من سياسيي “البيجيدي”، عندما احتجوا وهم عائدون من القاهرة على عرض فيلم “الرجل العنكبوت spydermen”، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية، وذلك بسبب لقطة في بداية الشريط يقبل فيها بطل الفيلم إحدى الممثلات.
وفي سنة 2016، نشرت الصحف الوطنية والدولية واقعة أخرى عن منع نفس النائب في بعض مسابح مدن الشمال النساء من السباحة.
إن موقع “برلمان كوم” لم يسبق له أن تفوه ببنت شفة أو كتب كلمة واحدة عن عشرات النساء اللواتي نبذن الحجاب أو ارتدينه، لأن الأمر يتعلق بحرية شخصية، ولكن أن ترتدي برلمانية تنتمي إلى حزب له مرجعية دينية، الحجاب في المغرب وتنسلخ عنه بمجرد مغادرة ترابه فهذا هو عز النفاق والكذب والتمويه والتغليط، إذ لا حدود جغرافية للباس الديني وللقيم.
أما ظهورها وهي ترقص أمام كاباريه معروف بالستريبتيزم فهذا يدفعنا إلى مطالبتها بالرقص أولا داخل وطنها احتراما للحرية الشخصية، ولتعلم هي وغيرها أن من واجبنا فضحها وكشفها للمغاربة كي يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود في نفاق هذا الحزب.
برلمان كوم