جمع عبد الإله بن كيران عدته وعتاده ورجاله، وتوجهوا نحو استئنافية فاس، للوقوف خلف عبد العالي حامي الدين، الذي يواجه تهمة المشاركة في قتل الطالب اليساري محمد بنعيسى أيت الجيد، وهو السلوك الذي يؤكد ان رئيس الحكومة السابق، لا يفكر إلا بمنطق الإنزالات والجلوس إلى طاولة التفاوض، أكثر من التفكير في التطبيق السليم للقانون، واحترام المؤسسات.
وجاء بن كيران إلى المحكمة مرفوقا بصقور حزبه، وتياره الدعوي، فنزلوا من سياراتهم السوداء الفارهة، وفي أعينهم نظارات سوداء من النوع الممتاز، وبدل سوداء قاتمة، في منظر شبيه بحرب العصابات، أو تحركات الميليشيات التي تقتحم مكانا ما للدفاع عن أحد أتباعها، أو لبسط سلطانها على المنطقة، وهكذا هو أسلوب المتشبعين بالفكر الإخواني الظلامي.
وبنفس منطق الميلشيات المسلحة اعترضت مجموعة حامي الدين سبيل الطالب بنعيسى أيت الجيد، الذي تشبع بالفكر اليساري، وكان يناقش أتباع التيار الإخواني في الحلقيات، نقاشا فكريا سلميا، داخل الحرم الجامعي، ليصدر كبيرهم فتوى سفك دمه، وتمت تصفيته بطريقة بشعة، ومع ذلك، لم تمل روح القتيل من مطاردتهم والترصد لهم، إلى أن يحاكم كل القتلة محاكمة عادلة منصفة للجميع.
يؤكد سلوك المحسوبين على البيجيدي، أن منطق الجماعة والإنزال وفرض الرأي بالقوة، هو الذي يحكمهم ويوجههم ويتحركون على أساسه، فينظرون إلى المغاربة نظرة الأغيار الذين يجوز الاعتداء على حرمتهم.
ولولا حماة الوطن الذين يسهرون على أمن المواطنين واستقرار الوطن، لحولنا أتباع بن كيران إلى سلعة تباع في الأسواق العالمية، ولأفزعتنا العصابات المسلحة التي تأسست في الأحياء الجامعية، على يد حامي الدين ومن يدور في فلكه، فهكذا نهجهم في دول أخرى...!