صبيحة اليوم كنت في الاستماع إلى إذاعة بيضاوية. برنامج خفيف كأصحابه. خفة عصافير طبعا. منشط ومنشطة يقفزون من موضوع إلى آخر. على أي لهم جمهورهم أما أنا فحُشرت بين هذا الجمهور ضدا عني. انتقلت المنشطة إلى لبنان. وقالت إننا سنستمع إلى فنان كبير غاب عن الساحة سبع سنوات وعاد اليوم بقوة. فنان اُتهم بالقتل لكنه رجع أكثر من السابق. تحدث أحد ضيوفها عن مرحلة قال فيها فضل شاكر: لا تشتروا أشرطتي. ولكنه اليوم فنان كبير وينبغي أن نستمع إليه رغما عنا من إذاعة بيضاوية وليتها اكتفت ببث الأغنية الجديدة ولكنها حاولت التطبيع مع الإرهاب.
فضل شاكر بالنسبة لشباب في عمر 18 سنة هو فقط فنان يغني عن الحب كان معتزلا لمدة سبع سنوات. يوم قرر الاعتزال كان عمر هؤلاء الشباب عشر أو 12 سنة. لكن المنشطة لم تقل لنا باعتبارنا مستمعين أن فضل شاكر لم يعتزل وإنما انتمى إلى جماعة أحمد الأسير الإرهابية. وأنه كان متهما بقتل عناصر من الجيش اللبناني. بمعنى كان يحمل السلاح. أنا لا أعرف ما هي الترتيبات التي على ضوئها عاد إلى الساحة، لكنه عضو فعال وقيادي في جماعة إرهابية.
التطبيع مع الإرهاب خطير جدا. في بلدنا يتم تقديم أبو حفص على أنه مدافع عن التجديد الديني بينما هو فار من الانتماء للجهادية وتحريض الشباب على القتال في سوريا. وقبلها تحريضهم على ارتكاب جرائم إرهابية في المغرب. وعن أي تجديد يتحدثون؟ مجموعة مقولات وملفوظات مسروقة من الراحل جمال البنا اشتغل عليها منذ 50 سنة.
طاحت وصبناها. تاجر مخدرات زود شبابا بالبضاعة وبعدها تاب وحج بيت الله وبنا مسجدا وقام بأعمال خيرية. مرت الأيام وتم اعتقال الشباب واعترفوا بالمزود. نقول إنه قام بمراجعات "محششة" وعفا الله عما سلف. ملف العائدين من سوريا ينبغي التعاطي معه بهذا المنطق. اعتقال تاجر المخدرات يحتم اعتقال تاجر الإرهاب. من تاب تاب الله عليه، ومن كانت في ربقته دين للإنسان ينبغي أن يحل مشكلته مع صاحبه. من حرض على الإرهاب لم يرتكب فقط معصية بينه وبين ربه، ولكنه أجرم في حق الشباب، خصوصا لما يكونوا في سن عدم التمييز، كما أنه يخالف القانون.
بائع الحشيش يمكن أن يتوب لكن في ذمته عقولا خربها نتيجة بيع السموم، كما أن القانون لن يغفر له. فكيف يتابع القانون بائع المخدرات رغم توبته ولا يتابع بائع الوهم والمحرض على الإرهاب عندما يعلن التوبة. هي مجرد مراجعات "محششة" لأنها لا تنتج معرفة ولا تساهم بتاتا في الوعي وتنميته، وبالتالي هي مجرد هروب من ورطة تجييش الناس نحو ممارسة العنف.