المصطفى كنيت
أظن ان وزارة الاتصال، كانت "مقرقبة" بالكامل حين قررت منح بطاقة الصحافة للمتطرف احماد القباج، الذي يصدر دورية شهرية مختصة في الوعظ و الإرشاد، و التحريض على الكراهية و التطرف.
لذلك فلا غرابة ان يسعى هذا الفقيه الظالم في عدوان غاشم إلى تبرير جريمة إرهابيي إقليم الحوز بإدعاء أن قتلة السائحتين الدنماركية والنرويجية كانوا "مقرقبين"، و كأنه هو من زودهم بالقرقوبي، علما أن ما يعمل على نشره من أفكار، بفضل بطاقة الصحافة، الممنوحة له ظلما و غيلة، و إمعانا في احتقار المهنة، التي لم تعد فقط تدمج في صفوفها فلول النجارة و الخرازة والحدادة، بل عززت صفوفها بمتطرف مشهود له بنشر الفكر الظلامي.
فهنيئا للمهنة بهذا الفتح العظيم، و هنيئا للوزير بتوقيع بطاقة هذا المتطرف، و هنيئا للمجلس الوطني للصحافة بهذا الصوت الانتخابي، و تبا لنا لأننا تساءلنا ذات يوم: من منح بطاقة الصحافة لاحماد القباج؟
فكان ردكم علينا جميعا: إنه صحفي.
كما تساءلنا: من منح كتائب البيحيدي بطائق الصحافة؟
فسكتتم جميعا، كما يلوذون اليوم بالصمت جميعا من دون ان تصدر عنهم اية تدوينة تدين الفعل الإرهابي، بل حتى بلاغ الحزب ( العدالة و التمنية) اكتفى بوصف ما جرى بالجريمة، و عزف عن استعمال كلمة " إرهاب".
و قد أقام البيجيدي الدنيا لمجرد أن قاضي التحقيق قرر إعادة محاكمة عبد العالي حامي الدين، الذي تورط في جريمة قتل أيت الجيد، و وضع رجله على عنق الضحية حتى يُحكم قاتله إسقاط الطوار على رأسه، تماما كما فعل أحد إرهابيي جريمة أمليل، الذي ضغط بقدمه على عنق إحدى الضحايا ليزج الآخر رأسها بالسكين الكبير.
لذلك، لا بأس أن يعتبر الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، بكل برودة دم أن "حدث ذبح سائحتين معزول ولن يضر بالمغرب"، ويعتبر الحزب، في نفس الوقت، محاكمة حامي الدين ستفتح أبواب جهنم، من دون أن يُحدد الحزب الجهة التي سيفتح في وجهها هذا الباب.
و أطن أن هذا العمل الإرهابي يروم فتح أحد أبواب جنهم السبعة، تماما كما وعدنا بذلك بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.