في إطار متابعته لتداعيات مقتل السائحتين الاوروبيتين بمراكش، نشر موقع “برلمانكوم” هذا اليوم مقالات تضع الأصبع على بعض مكامن الخلل في مجال التأطير السياسي، وعلى فشل الأحزاب السياسية المغربية في تأطير الشباب، وعلى رأس هذه الأحزاب نجد حزب العدالة والتنمية الذي تسبب في سكيزوفرينيا سياسية في المغرب، بسبب خطاباته المتقلبة ومواقفه المنفرة وغير المستقرة.
فبينما انقلب قادة بارزون في هذا الحزب على خطاباتهم ومرجعياتهم الدينية، ومنهم على الخصوص محمد يتيم و الداعيتين الشيخ عمر با حماد وفاطنةالنجار وغيرهم، مما تسبب في شرخ مرجعي لدى المؤمنين بأفكارهم،ظلت بعض الخطابات المنحرفة والمتطرفة راسخة بأذهان بعض الذين آمنوا بادعاءات بعض القياديين البارزين في هذا الحزب وعلى رأسهم وزير الدولة في حقوق الانسان مصطفى الرميد.
وحتى لا تكون ذاكرة الإعلام والمواطنين قصيرةد نعود للتذكير ببعض الخطابات المتطرفة والمنحرفة لدى هذا الوزير، الذي عرى مؤخرا عن وجهه الحقيقي بمناسبة استدعاء عبد العالي حامي الدين للمثول أمام القضاء، على خلفية جريمة قتل الطالب آيت الجيد.
وقد سبق للوزير مصطفى الرميد ايام كان وزيرا للعدل والحريات، أن كال للسياحة والسياح في إحدى تصريحاته المزلزلة و المنتقدة للوافدين على مدينة مراكش.
فبمناسبة زيارته لمدرسة قرآنية يشرف عليها الداعية محمد المغراوي بمراكش في ابريل 2012، قال مصطفى الرميد ان السياح يقصدون مراكش “ليقضوا في ملاهيها وارجائها أوقاتا من أعمارهم، وهم يعصون الله ويبتعدون عنه”.
خطاب كهذا لا يمكنه إلا أن ينعكس سلبا على المجتمع، بسبب حمولته المتمادية في الانحراف عن الصواب والزائغة عن المسؤولية، خاصة أنه صادر عن وزير مسؤول عن العدل والحريات في بلد يشكل وجهة لسياح العالم، من أجل طبيعته وطقسه واثاره وجمالية مدنه وحفاوة اناسها، بعيدا عن بعض الممارسات والسلوكيات الاستثنائية كما هو الحال في باقي دول العالم.
وإذا كان خطاب الحزب الحاكم في المغرب مشحونا بالصعقات الكهربائية، فماذا ننتظر من ضعاف النفوس الذين يتشبعون بمثل هذا الكلام المتعصب والعدمي المفضي الى مشاعر الكراهية والحقد ضد الآخر.
فخطاب مصطفى الرميد الذي فاه به في مراكش، كان يستدعي موقفا عاجلا وحازما من الدولة، لأنه يزرع التشكيك،ويعمق التغليط، ويعمل على تطعيم الشباب بالفكر التكفيري، المؤدي الى الكراهية والعنف والقتل احيانا، كما حدث هذا الاسبوعدحين هم ضعاف النفوس بقتل شابتين احبتا طبيعة المغرب وجباله، فكان جزاءهما القتل غير بعيد عن سفوح هذه الجبال، التي كانت شاهدة على بشاعة الجريمة.