حضرت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والقيادية في النهج الديمقراطي، فعاليات الذكرى السادسة لرحيل عبد السلام ياسين، مؤسس ومرشد جماعة العدل والإحسان، التي ينظمها أتباعه سنويا بعد أن أطلقوا عليه لقب الإمام، وأثار هذا الحضور استغراب المتتبعين لأن الزعيم الراحل كان يعتبر الجمعيات التي أسسها اليسار جمعيات للكفر والردة، ينبغي محاربتها، وقد نفذ طلبة العدل والإحسان جزءا من المعركة بداية تسعينات القرن الماضي إذ واجهوا بالعنف المسلح الطلبة اليساريين وأدت المواجهات إلى قتلى ومعطوبين.
مصدر الاستغراب هو أن خديجة الرياضي انقلبت على مواقفها ومبادئ اليسار وارتمت في أحضان الجماعة بمبرر الالتقاء في الصراع ضد "النظام"، وكان الزعيم الطليعي أحمد بنجلون يقول دائما "لن نلتقي مع هؤلاء لا في الدنيا ولا الآخرة"، وكل زعماء اليسار بمن فيهم قادة النهج الديمقراطي كانوا يرفضون الجلوس إلى الإسلاميين باعتبار أن بينهم تاريخ للدم، لكن المصالح اقتضت أن يتخلى اليسار كل اليسار عن مبادئه.
فتخلى اليسار الإصلاحي عن مبادئه وشارك في حكومة بنكيران والعثماني، وفضل حزب سياسي عدم إحياء ذكرى أحد شهدائه حتى لا يغضب الزعيم الإسلامي ورئيس الحكومة حينها، وكذلك الشأن بالنسبة لليسار الراديكالي وجد حضنه في جماعة العدل والإحسان، التي تؤمن بدولة الخلافة.
وتميزت تصريحات خديجة الرياضي الأخيرة بالتناقض، حيث كانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اصدرت في مارس الماضي بيانا بمناسبة الذكرى 25 لاستشهاد أيت الجيد مطالبة بمحاكمة القتلة وإظهار الحقيقة كاملة في الملف، واليوم انبرت للدفاع عن عبد العالي حامي الدين، القيادي في العدالة والتنمية، بعد قرار قاضي التحقيق إحالته على الجلسة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.