*عبد المجيد مومر الزيراوي
ربَّاهُ يَا رَبَّاه ..
إنَّهم يعيشون بيننا ، إننا نعتبرهم إخوة لنا في الوطنية و المواطنة و في رؤية هلال رمضان و حج البيت إن إستطعنا إليه سبيلا. و إنْ رفضوا فصيلة أفكارنا فألسنتهم مستعدة لفتح باب جهنم لنا و أياديهم تَتَرنح لِسفك دمائنا مع تأجيل مراسيم حرق جثتنا إلى موعد آخر...
وَا وَاطَنَاه ..
إنهم لا يحفظون عن ظهر قلب أنشودة بالروح بالجسد هَبَّ فَتاكَ لبَّى نِدَاك ... يا وطني الرائع يا وطني إننا في نظرهم لسنا رائعين و لا حق لنا في الحياة و لا لضيوف جبالِك الأبرياء ..
و أمام روع المصاب الجلل نستمسك بَذكرِ الحمد لله هي أعذب الحروف و خير الجمل. فالحمد لله إِنَّا له و إِنَّا إليه راجعون يا أيها الرجعيون ! ، فشتان ما بين الرجوع إلى الله و ما بين الرجعية في تفسير شرع الله..
الحمد لله ... رغم حجم التذمر الكبير من السياسات الحكومية اللاشعبية و من هشاشة الإنجازات الإجتماعية ، فإن المغربيات و المغاربة يتشبثون بالأمل في قوة مؤسساتهم الدستورية الوطنية و قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة فلول الإرهاب الدموي و اجتثات كل ما من شأنه أن يمثل خطرا على أمن المغربيات و المغاربة و كل ضيوف وطن الأمن الثقافي.
و حتى لا يصيبنا سوء ظن البعض من قيادات تنظيم العدالة و التنمية ، وجب التوضيح أن مَجَازَ الخيط الناظم الرابط بين الوقائع يَنطلق من تطابق هذه الوقائع في وصف البشاعة ما بين لسان الجماعة الذي استطاع النطق بعبارة فتح أبواب جهنم من خلال تفجير أركان الأمن القضائي ،و مابين يد القتلة التي تجرأت على ذبح خلق الله من الوريد إلى الوريد و سَعَتْ من أجل قطع شرايين الإستقرار و الأمن الوطني
إن أول الإرهاب كلام ، لذلك و من باب النصح الراشد ، فإننا كاختيار حداثي شعبي نحذر تنظيم العدالة و التنمية من مغبة الإستمرار في تديين الصراع السياسي و استعمال خطابات جهادية متطرفة ، و ندعو المنتسبات و المنتسبين إليه إلى الوعي بأخطار المرحلة و تغليب المصلحة العليا لبلدهم و الابتعاد عن العصبية المذهبية أو الحزبية الهدامة التي سَتُشَرْعِن الإنقلاب على القانون و ضرب التلاحم المؤسساتي و سَتَمنح المشروعية لتتحول بعض الخلايا الإرهابية إلى ممارسة فعل الرعب الصادم .
و لعل واقعة القتل الظالم للسائحتين تكشف قبل كل شيء أن هذا الفعل المُحَرَّم قام به " مغاربة " وَ لَمْ يَكَدْ يَمُر على تصريح سليمان العمراني نائب الأمين العام لتنظيم العدالة و التنمية في مواجهته للمؤسسة القضائية المستقلة إلا أيَّامًا معدودات، ثم ظهرت لنا بعد تصريح فتح باب جهنم ، بشاعة وقائع الذبح الذي قطع الرؤوس و استهدف الجمال و الحياة، و يسعى كذلك إلى قطع أرزاق الناس و ضرب السمعة السياحية للمغرب.
و ليس من باب المغالاة في الوصف أن ننبه إلى ظهور بوادر ما يمكن أن نصطلح عليه مجازاً بتنظيم جبهة الفاتحين لأبواب جهنم بتلاوينها المتعددة و مرجعياتها المشتركة ، فلا يمكن الفصل بين مكوناتها الجماعاتية المتطرفة مادامت الغاية تبرر استعمال وسيلة العنف سواء عن طريق اليد ( قتل السائحتين ) أو اللسان ( تصريح سليمان العمراني ).
كل هذه الإرهاصات حول التحركات الإرهابية للعناصر المتطرفة تنضاف إلى تهديد الأمن القومي المغربي بالجهات الجنوبية من طرف ميلشيا جبهة الإرهاب الإنفصالي البوليساريو حزب قطاع الطرق و الاتجار بالبشر في سوق نخاسة تنظيمات التطرف الجهادي و تحريض الشباب على الحرب و القتل و الحقد و الكراهية و التعصب المذهبي و التطرف المُسلح.
إن الوطن المغربي لا يوجد بمفترق طرقٍ ، بل وَاهِمٌ أيضًا من يعتقد بتحقيق الديمقراطية و التنمية في غياب الأمن بمختلف تمظهراته ، أمن المغربيات و المغاربة و ضيوفهم الذين يعتزون بتراب أرض الأمان الثقافي.
لذا فالمغربيات و المغاربة لِعهد السلم و السلام حافِظُون. إننا لا نكره أحدًا ، إنَّا لمرجعيات القتل كارهون ، و فقط نحن لِتنظيمات الإسلام السياسي ناصحون . فقط هو مغرب يستفيد من الجميع و يستفيد من ثمار أَمْنِه الجميع ، فقط نحن بهذا المغرب حالِمون ....
و مسك الختام لكل من تَوَّهَمَ أنه فوق الوطن ، باسم ثقافةٍ رجعية لِتَدَيُّنٍ مغلوطٍ يبرر الإرهاب الجسدي و اللفظي ، نقول أن خير الجهاد جهاد النفس، و أن زمن البعثة و العصمة قد أغلق بابه مع الخاتم الصادق الآمين رسول الرحمة و الحكمة المؤيد بالقرآن المبين .
و أن شيوخ جماعتكم المتطرفة ليسوا رسلاً و لا أنبياء ، و أنهم لا يعلمون ما يفعل الله بهم و لا بِنا .. فلماذا التوهم بأن الإهتداء إلى سبيل الله يمر قسرا عبر دعوة الإكراه و جريمة القتل ؟! ، و الله الرؤوف الودود يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ".
*رئيس الإختيار الحداثي الشعبي