قام المشروع الإخواني بالمغرب، كما في مختلف الدول، على العنف والقتل والضرب وإراقة الدماء، واستباحة الأعراض والأموال والأرواح، فكان ينعكس هذا التفكير على سلوك الطلبة والشباب المغرر بهم، ويقودهم إلى ارتكاب جرائم ومجازر خطيرة، من بينها قتلهم للطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد.
فمقتل أيت الجيد أكبر من أن يكون حدثا عابرا، انتهى سنة 1993، أو محاكمة سياسية لحامي الدين كما يروج البعض، لكنها محطة مهمة لن تنتهي إلا بمحاكمة كل المتورطين في الجريمة، وحبل ممتد بين التاريخ والحاضر، ليعلم الجميع أسس بناء المشروع الإخواني المغربي، وكيف يقدم مصلحة أفراده على تحقيق العدل.
يروي الشاهد الخمار، أن المجموعة المرافقة لحامي الدين، أوقفت سيارة الأجرة التي كانت تقل بنعيسى والخمار، وانهالت عليهما ضربا، فطرحوا بنعيسى أرضا ووضع حامي الدين رجله فوق رأسه، فتم تحطيمه بحجرة كبيرة، ونجى الخمار من القتل بعد حضور رجال الأمن.
لكن حامي الدين، وكما يروي المحامي لحبيب حاجي، قدم نفسه للأمن بأنه طالب يساري من رفاق أيت الجيد، فلم يتابع بتهمة القتل، لكنه توبع بتهمة المشاركة في شجار، وحكم بسنتين سجنا، فهل هذا حكم منصف لروح القتيل؟ وهل توبع أساسا على جريمة القتل؟