محمد جمال بن عياد.
ذكرت المصادر، أن كل يوم يكتشف أن بعض المنتسبين لحزب "البيجيدي" وبعض منتخبيه، يقفون خلف مصالحهم أكثر من وقوفهم مع الوطن ومع الديمقراطية التي يتغنون بها. هؤلاء لا يستنكرون ولا ينددون على ضرب الديمقراطية والنزاهة وتكافؤ الفرص والاستحقاق ولا يرون تحقيق العدالة واستقلالية القضاء بقدر ما يصرخون ويولولون في انفعال شديد على محاولة المس أو الاقتراب من مصالحهم الشخصية، لم نر مثل هؤلاء يصمتون على نقل زوج برلمانية بدون وجه حق مع تمكينه من منصب مسؤولية، ويحصلون على شهادة ماستر ويسجلون في سلك الدكتوراه في خرق سافر للقانون، ويجمعون من التعويضات إلا من لم يجدون له سبيلا، ولا يآزرون من حرموا من أبسط الحقوق في استكمال دراساتهم الجامعية رغم تفوقهم، ولا من لهم ملفات صحية للانتقال إلى مدن بها مراكز الاستشفاء، ولا من تم تجريدهم من المناصب لمجرد أنهم لم يركعوا لناهبي المال العام.
وتضيف المصادر، إن العقيدة عند هؤلاء هو الولاء للمصلحة الشخصية وليس للديمقراطية ولا الخوف من تفجير الأزمات، إنهم ينادون بالديمقرطيين والحقوقيين حين يجدون مصالحهم مهددة، ثم يتجاهلوهم متى لم تكن لهم حاجة بهم.
ويرى متتبعون للشأن الوطني أن مجموعة من هؤلاء كانت حين إسنادها المسؤولية منصرفة بكليتها تقريبا إلى مصالحها الشخصية ومصالح المقربين والمتعاطفين معها. وحسبنا أن نذكر وزراء وبرلمانيين ورؤساء مجالس منتخبة لكي نرى إلى أي حد بلغ انصرافهم هذا، فقد نسوا أن شعار "صوتنا فرصتنا ضد الفساد والاستبداد" و"صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح" بحد ذاته ليس مهم، من حيث الأساس، فالإصلاح عندهم لا يشمل في الجوهر غير العلاقات بين المصالح والامتيازات، ولم يسفر إلا عن نتيجة واحدة، وهي أن الذين يتبجحون بأنهم ضد الفساد والاستبداد قد تعلموا كيف يبيعون هذه "البضاعة" بفائدة أكبر وكيف يناضلون ضد المشتري على صعيد المساومة المصلحية الشخصية.
ويقول متتبعون إنهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم منذ أن انخرطوا في تدبير الشأن الوطني، حتى أن القرآن الكريم نهى عن هكذا أفعال وأمر المؤمنين بالابتعاد عن هذه الصفة الذميمة، إن التعامل بطريقة "حلال عليهم حرام على غيرهم" يحاولون فرضها كلما أتيحت لهم الفرصة، يفرضون آرائهم بالطريقة التي يرونها صحيحة وهم لا يتوانون عن أن يعلنون استنكارهم لبعض الأعمال وهم في الوقت نفسه يمارسونها في مكان آخر.
هكذا هو العيش في الزمن "البيجيدي"، حلال عليهم ما يفعلونه بالآخرين بحجة مصالحهم الشخصية، حرام على الآخرين فعله لمصالحهم.حسب تعبير المتتبعين.
مساكين الناخبون ! هل يسعفهم الحظ في يوم ليكتشفوا سر هذا الأمر العويص ؟