بلادُ العُرْب أوطاني !
لقد كَسَدت أسواقُ الفِكر الخَلاّق، ونضبَ نبعُ الإبداع البليغ في هذه الأوطان الصغيرة، المُجزّأة التي نفخر ونتباهى بالانتماء إليها، والتي قطّعها الاستعمارُ البغيض إرباً إرباً من بلاد العُرْب والأمازيغ المترامية الأطراف التي تغنّى بها، وغنّى لها ذات يومٍ من أيّام الله الخوالي الشّاعر السّوري المتألق فخري البارودي في قصيدةٍ له شهيرة، والذي عندما التقى ذات مرّةٍ في حفل استقبال بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان قد أصبح يتربّع على عرش الموسيقى العربية في مصر، دنا منه، وبعد أن عبّر له عن إعجابه به وبموسيقاه قال له: أستاذ عبد الوهاب، هل لي أن أقرأ عليك قصيدة لي لعلّك لو راقتك لحنتها؟ فقال له تفضّل اقرأ، فأخرج البارودي ورقة صغيرة من جيب سترته وبدأ يقرأ عليه: بلادُ العُربِ أوطاني / من الشّام لبغدانِ..ومن نَجدٍ إلى يمنٍ / إلى مصرَ فتطوانِ. فردّ عليه عبد الوهاب على الفور: يا فخري بِكْ بَسْ مين قال لحضرتك أنّي مُلحّن جغرافيا..!.
هذا الإبداع الجميل ذهب إلى حال سبيله، ونشطتْ بيننا اليوم حركاتُ التقاليع الرّخيصة في دنيا الفنون، والجُنون، والمُجون من كلّ ضرب. أوطاننا غزَا الشيبُ مَفرقَها، وأضاعت أيّامَها، ولياليها في ويلات الحروب، والخلافات، والمناوشات، والتقاتل، والتطاحن، والتنابذ، والتباعد، والمواجهة، والمُؤَاحَنَةُ، والمُعاداةُ، والبغضاء؛ أبناؤها يأسَوْن، ويتأسّون، ويلتاعون حزناً وضَنكاً، ولسانُ حالهم يقول: أيّها المُتخمُون ألا تعلمون أنّ البِطنة تُذهبُ الفِطنة؟ ثوبوا إلى رُشدكم وعودوا عن غيّكم، فقد سالَ الكأسُ، وفاضَ الجَامُ، وطفحَ الكيْلُ، ورُبَّ عظيمةٍ دافعت عنهم، وقد بلغتْ نفوسُهم التّراقي، ومع ذلك لا عليكُم، ولا عليهِم، ولا علينَا..! فإِنْ كان كَلاَمُ اللّيْلِ يَمْحُوهُ النَّهَارِ، فآهٍ على ما نقول، وآهٍ على ما نسمع، وآهٍ على ما نرى، وآهٍ على ما كان، وآهٍ على ما أمسى، إنها بهائمُ هبنّقة القوم التي مازالت تجولُ وتصول في حقولنا ومراعينا، وَقِلاَدَته من عِظامٍ، وَوَدعٍ، وخزَف التي ما انفكّت ترسمُ البسمة على مُحيّانا وتفعلُ فينا فِعْلَ العُجْب، ولذا ما برح لسانُ حالنا يردّد في كلّ وقت وحين البيتيْن الشهيريْن اللذيْن يقول فيهما الشاعر جَحْظـة البرمكي: أيَا دهرُ ويحكَ ماذا الغلطْ / وضيعٌ علاَ ورفيعٌ هبطْ … حمارٌ يُسيّبُ في روْضةٍ / وطَرْف بلا علفٍ يرتبط. (وقيل الطَّرْف هو الفرس الكريم).!
لم تعد الأمور كما كانت عليه
لم تعد الأمور اليوم كما كانت عليه بالأمس القريب، فهل أصابَ صرحَ الصِّدق، والشّرف، والنّبل، والكرامة، والوفاء عند بني جلدتنا شرخٌ عميق؟ هؤلاء الأبعدون، ذوو السّحن الغريبة، والوجوه الواجمة، والشّعور الناعمة، كانوا يقومون بين الفينة والأخرى بغاراتٍ، وغزواتٍ، وهجماتٍ على أراضيهم، وممتلكاتهم، ودورهم، ومزارعهم، لم يكونوا في ما مضى من الأزمان يتوانون أو يتردّدون قيدَ أنملةٍ في صدّ هؤلاء المعتدين، ودحرهم، وردّهم على أعقابهم، فكانوا يعُودون مخذولين، مُنكفئين يجرّون أذيالَ الخيبة، والمهانة، والهزيمة، والمذلّة، فارّين كالأرانب من أيّان جاءوا، سواء من داخل البِراري القريبِة، أو من وراء البحار البعيدة. لقد أصبحوا اليوم يُفتَوْن، ولا يفتُون، وها قد غدت الآلام تعصُرُهم، والمعاناة تهدّهم، والحَنقُ يخنقهم، والمرارة تعتصرُهم، يتنفّسون الصّعداء، وينظرون مُحدّقين في الأعالي، ويُجيلون بأبصارهم في فضاءات أوطانهم المُفكّكة، والمُمزّقة، والمُجزّأة المترامية الأطراف وقد شُغِل ذووها، وقاطنوها، وأهلها، وأربابها بالدنيا طوراً، وبالخُلد أطواراً عنها، يمعنون النظرَ في حالها، وأحوالها فيرُوعهم ما يرونه فيها من تأخّر، وتقهقر، وفتن، وقلاقل، ومشاكسات، ومواجهات، وتفرقة، وتهلكة، وتنابذ، وتباعد في ما بينهم، وبقدَرٍ مُشْعَلٍ على شفاههم، وبقلقٍ مرسوم على مُحيّاهم يرفعون رؤوسَهم إلى السّماء يرجونها أمراً في قرارة أنفسِهم، بلسماً شافياً، وترياقاً مداوياً لجروحٍ خاثرة، وقروحٍ غائرة لا تندمل، ولا من مجيب..! وهم ما فتئوا يعاتبون الأيّامَ الحالكات، ويلومون الليالي المُدلهمّات التي لا تُؤمَن بَواِئقُها، فعسىَ هذا اليأسُ يتلوه الرّجاء، ولعلّ اللهَ يأتيهم بعد ليلهم البهيم بنهارٍ مشرق وضّاء، إنهم ما برحوا يَشْكُون الدّهرَ المتقلّب القاهر، ويُنَاغُون الزّمنَ الخَؤُونَ الغادر.
تقلّب الزّمن وعجلة القيصر
لم يعد في ضِيَعِنا، ومرابضنا رقيب، ولا حسيب، لقد أصبحت ممتلكات الناس تقايَض مقابل فتاتٍ من العيش هزيل لا يسدّ رمقاً، ولا يُسمنُ، ولا يُغني من جوع، ذووها خانعون، قانعون، راضون، مُستسلمون، كلّ آمالهم أن تمطر السّماءُ يوماً كما لم تمطر من قبل ليعمّ الخيرُ، ويشمل البِرُّ، والرّخاءُ والهناء العبادَ والبلاد، ويتفتّق السّحاب الداكن المثقل بالمُزْنِ وينزلُ شلاّلاتٍ منهمرة من السّماء.
ها هو ذا "القيصر" الذي أقام الدنيا وأقعدها في غابر الأزمان، لم يكن نظرُه يحيد عن العجلة الخشبية الكبيرة للعربة التي زَجّ به فيها أعداؤه، والتي كانت تقلّه عندما وقع في الأسر. كانت العجلة خلال الطريق من فرط سرعة الخيول التي كانت تجرّها تعلو، وتنزل، وتدور في توتّر، واهتزاز، ثم لا تلبث أن تعيد الكرّة تلو الكرّة من أسفل إلى أعلى، ومن أعلى إلى أسفل بلا انقطاع، وعندما سأله سجّانوه: أنْ لماذا لم يَحِدْ نظرُه قطّ عنها طوال الطريق إلى مكان أسره..؟!، قال: إنّها كانت تُذكّره بحاله، وبحال الدّنيا، ودورانها تارة فوق، وطوراً تحت، مرّةً إلى الأعلى، وأخرى إلى الأسفل، ثمّ أردف: أنظروا إلى حالي أنا القيصر العظيم أين كنتُ بالأمس القريب، وأين أمسيتُ اليوم!.
يقولون يا صَاحِ إنّ الأموال "تسترُ كلَّ عيبٍ في الناس"، وهي يا صاحِ ترفعُ كلَّ نذلٍ، ساقطٍ، مُسفٍّ حقير. والأموال أضحت يا صاح في زمننا هذا الكئيب زينة الدّنيا وعزّ النفوس، ها هي ذي تُبهي وُجُوهاً لم تكن بالأمس باهيَا، فها كلُّ مَنْ هو أصبح كثيرَ الفلوس، ولَّوْهُ الكلامَ والمراتبَ العاليا..!. وأمّا الدراهم، والدنانير، والجنيهات، والليرات، والأوقيات، يا صاح فهي كثيرة وافرة متنوّعة، إنها في الأماكن كلّها، تكسو الرّجالَ والنساءَ - كما قيل- مهابةً وجمالاَ، وها قد أضحت على أيّامنا لساناً طليقاً لمن أراد فصاحةً، كما أنها غدت سلاحاً فاتكاً لمن أراد مواجهةً، أو رامَ نِزالاً أو قِتالا.!
لا يفلّ الحديد إلاّ الحَدِيد
لقد سجّلها ذاتَ يومٍ من أيّام الله الخوالي لورانس، ومُونتغمري، ورُومِل، وليوطي، وموسوليني، وفرانكو، وسيلفيستري كسير، وحسير معركة "أنوال" الماجدة، قالوا في مُجمل تواريخهم حول رُبعهم الخالي النائي البعيد عند مرورهم بحيّهم، وضِيَعِهم، إنّ الأنفةَ، وعزّةَ النّفس كانت بادية على سِحنهم، ومُحيّاهم؛ كانوا في ما مضى يمشون صَبَباً في ثقةٍ واعتزاز، واعتدادٍ واعتدال، وشموخٍ وكبرياء..كان هؤلاء النّاؤون يرُومون إقصاءَهم، وتقويسَهم، وتقويضَهم، وإضعافَهم، وثنيَهم، ولكن هيهات، لقد قدّم الأماجدُ الصّناديد منهم أرواحَهم دفاعاً عن حوزة الأوطان، وأعطوا النّفسَ والنّفيسَ ذوداً عن عزّتهم، وصوناً لكرامتهم، ومع ذلك أمسوا اليوم يُسامُونَ سُوء الصّنيع، ويُعانون البعاد والتباعد، والإقصاء والتنابذ، والتهميش والجُحود، والنكران والنّسيان.
الأقربُون منهم، وما أكثرَهم، ها قد ولّوْهُمُ الكلامَ والمراتبَ العاليَه، إنّهم ذوو القربىَ والأصهار، والأنصار، ولكنهم ليسوا من سلالة أنصار يثرب المُنوّرة، بل إنّهم أنصار العَصْر، والخُسْر، أنصار المحاباة، والمُداهنة، والتزلّف، والمُصانعة، في هذا الزّمن الشاحب الكئيب المُثقل بالهموم والرّزايا، والملطّخ ببرَكٍ من الدمّ القاني المُحمَّل بكلّ ضروب المساوئ والخطايا. أمّا المُعوِزون، الكادحون، المَحرومون، العَسيفون، المنسيّون، ، المُعذّبون في الأرض فهؤلاء هم دائماً الأبعدون، المُهمّشون الذين يعضّون على الحديد، ولن يفلّ حديدَهم إلاّ الحديد من فرط حنقهم، وغيضهم، وضنكهم.
المواكبُ والكواعب
الأعمدة الرّاسيات، والسّواري الرّاسخات ذات الألقاب الفخمة، والأسماء الرنّانة، وذات الجرْس الموسيقي المميّز، ما فتئت تعمل على تمرير الإرث السّاطع، والتراث النّاصع، من عِطر، وزهر، وبناء، وعُمران، ومعمار، وَوَضْعٍ، وتأليف، وقزّ، وحرير، وطرْز، ونسْج، وذهب، وفضّةً، ولُجيْن، وعَسْجد، وزمرّد، وديباج، وياقوت، إنّها مازالت تُدني وتُقصي، وما فتئت تنهال وتنثال علينا بكل ضروب الجحود والنكران، بينها وبين الآخرين برْزخٌ واسع، ويمٌّ شاسع، وبحر عميق لا قعرَ ولا قرارَ له، من الحِكَم، والعِلْم، والطرب، والسياسة، والكياسة، والذكاء، والدهاء، والأدب، والشّعر، والفقه، واللغة، والتاريخ، والفلسفة، والحساب، والفَلَك، والسّماع، والطرب، والغناء، والفخّار، والدثار، والصناعةً، والإبداع، إنّهم ما برِحوا يؤجِّجُون المّوقد في كلّ حين، فالصّقيع أضحى زمهريراً، وما انفكّوا يرمون الحَطبَ في أتون الكنّ والكانون.!
الحواضر العامرة ما فتئت منشغلة بحفلاتها البهيجة، أقيمت المواكبُ، وتزيّنت الكواعبُ، ونُثرت الأزهار، والورود، والياسمين، والرّياحين، ورُشِق المارّة والمتفرّجون بحبّات ثمرات الكرَز الرّطبة القانية المُحمَرّة كالعُنّاب، في كلّ مكان صَدحتِ الموسيقىَ، وتعالت الأنغام..البياض الناصع يملأ الأجواءَ والأرجاءَ، فالخَطْب ليس بالهيّن اليسير، إنّه إيذان ببزوغ وانبثاق حضارة جديدة مزدهرة، وانتشار بريق مدنية متطوّرة، و"التبشير" بمبادئ "الحريّة، والمساواة، والإخاء"، بلغة عريقة راقية رقيقة لثغاء..لقد أوعزوا حتّى للعلماء وللفقهاء في معاهدهم، وكُتّابهم، وفى مُدرّجات جامعاتهم، وفى حلقات الدرس والتحصيل بأن ينظِمُوا على شاكلة الآجرومية أو منظومة بن عاشر قصائدَ عصماء لتسريع، وتسهيل، وتيسير تعليم هذه اللغة ونشرها وتعميمها على أوسع نطاق، هذا اللسان "الفُولتيري" السّاحر الرّخيم الذي يخرُّ له الجُلمودُ، والصّخرُ يسجُد لطلاوته وحلاوته ورقّته، وها قد أصبح في حيّنا يحتلّ مكانَ الصّدارة، وأمسى سِمةً من سِمات الحضارة والغضارة، ومدعاة للفخر والزّهو، والإكبار والإجلال.!
هبنّقة..!
القوِيُّ السّمين في أراضينا، ضِيَعِنا، ومرابضنا مازال يزداد قوّة وسُمنة ونُحُوصاً، وأمّا الضعيف النحيل فيزداد ضعفاً ونُحولاً. مازال الأمرُ عندنا مثلما كان عليه الحال في الماضي السّحيق البعيد عنّا زماناً ومكاناً في “جاهلية” القوم مع واحدٍ من جِلدتهم، كان يُلقّب بـ“هبنّقة”، وهو المعروف في المثل العربي الشهير: “أحمقُ من هبنّقة“. وتحكي لنا كتب السّير، والرّوايات، والتاريخ، والعنعنة عنه أنّ اسمَه هو يزيد بن ثعلبة من بني قيس، من حمقه كان يعلّق في عنقه قلادةً من عِظامٍ، فلما سُئل عن ذلك قال: أخشىَ أن أنسى نفسي، ففعلتُ ذلك لأعرفها وأعثر عليها إنْ ضاعت مني ذات يومٍ أو ليلة! وفى إحدى الليالي قام أحدُهم ونزع عنه قلادته ووضعها في عنق شقيقه، فلما أصبح الصّباح ورآها على عنق أخيه قال له: يا أخي، أنتَ أنا، فمن أنا..؟!. وكانت لهبنقة فلسفة خاصة في رعي البقر، فقد كان يذهب بالسّمان منها إلى المراعي الخِصبة، ويأخذ مهازيلها إلى الأراضي الصّلبة الكُلام (بضمّ الكاف) التي لا زرعَ ولا كلأ فيها؛ فلمّا سُئل عن سبب ذلك، قال: لقد خلقها الله هكذا، فالتي في مقدورها أن تأكل آخذها إلى حيث تكثرُ المراعي والكلأ، وأما التي لا قوّة لها، وبها ضمور فآخذها إلى الأراضي القاحلة، وليس من شأني أن أغيّر ما خلق الله !…وما فتئت هذه الحِكمة سائرة، ومأثورة وقائمة بيننا إلى اليوم، فالسّمين النّحُوص مازال يزداد سمنةً ونُحُوصاً، والهزيل الضعيف يزيد هزالاً وضعفاً !..وقديماً قيل: لكلِّ داءٍ دواء يُستطبُّ بهِ / إلاَّ الحماقةُ أعيتْ مَنْ يُداويها.
حَسْبُ الخليليْنِ
هؤلاء القوم، حتى وإن كانوا من بني طينتنا وجلدتنا فإنهم ما فتئوا ينظرون إلينا من علٍ شزراً، يحدّقون النّظرَ في هؤلاء الذين سحقهم القدَر، وهدّهم العوَز، وأنهكهم الخصَاص، هؤلاء الذين يمشون عاصبي البطون مُرملين من فرط ألم الطّوىَ، أمّا الآخرون الأعلوْن فإنهم يناطحون عِنانَ السّماء، ولا غرو، ولا عجب، فإن كانوا في شرفٍ مَرومِ / فلن يقنعوا بما دون النجومِ !، وإنْ كانوا في عدد العبيد فهمّتهم / فوق الثريّا والسِّماكِ الأعزلِ وأبناء جلدتهم المنسييّن ملتصقون بأمّهم الأرض، ف: حَسْبُ الخليليْنِ نأيُ الأرضِ بينهمَا / هذا عليهَا وذاكَ، تحتَها باليِ.. ولكن لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، فسقطتهم بلا رضوض، وأمّا سقطة “الأعلوْن” فإنّها مُؤلمة، كاسرة، قاصمة للظّهر، ففي القِمم، والآكام الشّامخات، في العلوّ الشّاهق تشتدُّ هُبوبُ الريّاح، إنها هناك أكثر عتوّاً وقوّةً، والزّوابع والتوابع بها لا تهدأ، ولا تني ولا تنتهي، والعواصفُ الهوجاء لا تتوقّف، فلا تشرئبّوا بالأعناق، وكلُّ بيتٍ للهدْم ما تبتني الورقاءُ والسيّدُ الرّفيعُ العِمَادِ.!
*عضو الأكاديمية الإسبانية - الأمريكية للآداب والعلوم - بوغوطا- كولومبيا.