كان رجلا عاديا ليس له إنجازات تذكر، حتى تعرض يوما لاعتداء وحشي أفقده وعيه، ليستيقظ ويفاجأ بأنه شخص آخر بعقلية مختلفة، فماذا حدث لجايسون بادجيت الذي يلقب بعبقري الرياضيات؟
حادث وحشي
في عام 2002، كان جايسون بادجيت، الرجل الثلاثيني، والذي يعمل كبائع للأثاثات في موطنه بولاية واشنطن الأمريكية، يسير بإحدى الطرقات، عندما فوجئ بتعرضه لمحاولة سرقة من جانب لصين، في ذلك الوقت وبينما كان جايسون يهم بالدفاع عن نفسه، بادره السارقان بالاعتداء عليه بضربات وحشية على رأسه، أفقدته اتزانه، وتركته غائبا عن الوعي لبعض الوقت.
استفاق جايسون من غيبوبته القصيرة لاحقا بإحدى المستشفيات، ليجد الأطباء قد قاموا بتشخيص حالته الصحية، بأنها ارتجاج حاد في المخ، يصاحبه نزيف في الكلى، قبل أن يسمح له بالعودة لمنزله، وهو يحمل علاجات عدة لمقاومة الألم الذي ألم به.
معجزة تتحقق
لم يكن يتخيل جايسون يوما، أن اعتداء بالضرب قد يغير حياته بهذه الصورة، ففي البداية عانى الرجل من اضطراب ما بعد الصدمة، وعلامات قلق اجتماعي منهك، ولكنه شعر في الوقت نفسه بتغيرات عجيبة في عقله، تخص رؤيته للأمور من حوله.
يحكي جايسون عن تلك الفترة فيقول: “بدأت حينها أرى الأشياء حولي بصورة أكثر تفصيلا، وبشكل تحليلي سريع لا أفهمه حتى أحيانا”، ما تطور سريعا ودفع جايسون إلى قيامه برسم أشكال هندسية، ليس من السهل على خبراء الهندسة أنفسهم ابتكار مثيل لها، لتساعده في فهم أمور كنسبة محيط الدائرة بالنسبة لقطرها ومفهوم علامة الباي، وذلك بعد أن كان لا يهوى الدراسة الأكاديمية ولا يهتم من الأساس بعلوم الهندسة.
هنا أدرك جايسون ومن حوله، بأنه قد تحول بين ليلة وضحاها لعبقري في علم الرياضيات، دائم التطور، فصار ضيفا ساحرا على البرامج التلفزيونية، وعالما مهما قادرا على شرح أعتى الأمور الهندسية بالجامعات الأمريكية، ولكن ما الذي حدث تحديدا، ليتسبب في كل هذا التحول؟
ما الذي حدث؟
تؤكد بيريت بروجارد، عالمة الفلسفة بجامعة ميامي الأمريكية، والتي قامت بدراسة عقل جايسون أملا في فهم ما حدث، أن التحول المبهر الذي حل بعقل جايسون، هو وضع صحي نادر يسمى بمتلازمة الموهوب، يدفع المصابين به للنبوغ في مجال ما بشكل لا يصدق.
المثير هنا هو أن متلازمة الموهوب دائما ما تصيب ذوي القدرات العقلية شديدة الضعف، ومرضى التوحد، ما يكشف عن غرابة وندرة وضع جايسون وكذلك اختلافه، حيث أصبح عبقريا رغم ظروف حياته الطبيعية فيما سبق، بعد حادث اعتداء على رأسه، لم يدعه شخصا معاقا أو حتى عاديا كما كان، بل شخصا عبقريا يشار إليه بالبنان.