عادت الحياة إلى بنعيسى آيت الجيد، واتضح فعلا أن "الروح عزيزة عند الله" مثلما يقول المغاربة في دارجهم البسيط لكن البليغ من خلال إعادة محاكمة عبد العالي حامي الدين المتهم بالمشاركة في قتل الطالب القاعدي في تسعينيات القرن الماضي.
نقول المتهم ولا نقول المدان وإن كانت كل المؤشرات بما فيها شهادة أحد الحاضرين قد قدمت دليلا واضحا، لكننا ملزمون بالفعل بانتظار أطوار هاته المحاكمة، وملزمون - كل من موقعه - باحترام القضاء وانتظار كلمته النهائية والفصل في هذا الموضوع.
فلا الناس الذين يريدون إدانة حامي الدين يجب أن يبتهجوا ولا الآخرون الذين قالوا الجملة الشهيرة "لن نسلمكم أخانا" يجب أن يغضبوا.
هذا نقاش قضائي جنائي حوله عديد الكلام منذ لحظة وقوعه الأولى، ومن عبروا ظهر المهراز في تلك السنوات البعيدة يعرفون أن جزءا من الحقيقة عاشه طلبة كثر ورأوه بأعينهم وأن مرور كل هذا الوقت على الجريمة لا يعني أنها لم تقع، ولا يعني أن من تورطوا فيها يجب أن يظلوا أبرياء وإن أدانتهم كل المؤشرات بمبرر واحد ووحيد هو أنهم أصبحوا يمارسون السياسة وأصبحت لديه قبيلة تدافع عنهم.
الحق حق، والمنطق يقول بأننا ملزمون بانتظار كلمة القضاء في هذه النازلة وحينها سنرى إن كان آيت الجيد سيتعرف أخيرا على قاتله ويرتاح في قبره، أم أن الأشياء ومعها الرياح ستسير بما لم تشتهه سفن الكثيرين من الراكبين على كل الأمواج.
في الانتظار إذن والمتابعة.
افتتاحية الأحداث المغربية