حقا اِضْحَكْ علينا فأنت تمثل الجزائرفي حكومة كراكيزنا الجزائرية ، فنحن نستحق الإذلال والاحتقار و الإهانة ونستحق أن نكون فعلا أضحوكة للعالم ... وكم رددنا ذلك وردده غيرنا كثيرا .... اِضْحَكْ وزد في الضحك علينا نحن الشعب الجزائري .... فأي طفل في العالم يعلم بدولة غنية وشعبها فقير سوف يضحك عليك وعلى الكراكيز التي تشكل الحكومة التي أنت واحد منها ..
مناسبة هذا الكلام أنه قد انتشر صباح يوم الخميس06 ديسمبر 2018 في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يصرح فيه وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل بالصوت والصورة وبطريقة فَجّةٍ كما هي عادته ، قال بعد خروجه من قاعة المائدة المستديرة حول قضية البوليساريو التي تنعقد بجنيف بين05 و 06ديسمبر 2018 مُجِيباً على سؤال أحد الصحافيين الذي سأله : كيف مرت الأمور في الجلسة الأولى ( أي جلسة 05 ديسمبر ) لهذه المائدة المستديرة ؟ فأجابه عبد القادر مساهل : " جينا نظحكوا شي شويا "... نعم لَوْ لَمْ يكن جوابُ" مساهل " بهذه الصيغة أي بهذه الوقاحة وهذا المستوى الفج والصبياني المُبتذل لما كان هو عبد القادرمساهل الذي يعرفه العالم بأنه وَقِحٌ ولا علاقة له بالدبلوماسية ... إنه وزير خارجية الجزائر المشهور في العالم بخرجاته الخرقاء الحمقاء منها مثلا ما قال ذات يوم ( بأن الجزائر هي الوحيدة الموجودة في شمال إفريقيا فلا مصر ولا تونس ولا المغرب لهم وجود في شمال إفريقيا ، توجد فقط الجزائر ولا شيء غير الجزائر ) ، وزاد قائلا : كلنا يعلم أن الخطوط الجوية المغربية بأنها لا تحمل ركابا ولكنها تحمل الحشيش المغربي و توزعه في عموم دول إفريقيا ، وأن الأبناك المغربية التي تغزو إفريقيا ما هي إلا أوكار لتبييض أموال الحشيش المغربي ، بمعنى أن كل الدول الإفريقية هي من الغباء والتفاهة الفكرية مثل غبائه ( لأن عقدة الدونية المستحكمة في عمق نفسية مساهل تجعله يشعر بأنه هو مقياس الكون وأن أولئك الأفارقة دونه قيمة إنها منتهى العنصرية والوسواس القهري ) فحسب هرطقته فإن دول إفريقيا التي غزتها الأبناك المغربية تبني اقتصادها باستهلاك حشيش المغرب وتعمل بنفسها على تبييض أموالها في بنوك المغرب !!!... والجدير بالذكر هنا أن كل الشخصيات السياسية ذات الوزن والقيمة المعتبرة في الشرق والغرب لما سمعوا هذا التصريح حكموا على صاحبه حكما يكاد يكون موحدا وهو أنه كان في حالة غير طبيعية ، و بالمناسبة فهذا الأخرق المدعو " مساهل " يقدم أبلغ صورة للوضع الحقيقي الذي تعيشه الجزائر اليوم ونحن في ديسمبر 2018 ( لا رئيس للدولة – انهيار الحزب العتيد - الصراع على كرسي المشلول قبل وفاته – لا مؤسسات ، الشعب الجزائري يعيش البطالة المزمنة باختصار تعيش الجزائر اليوم حالة الدولة السائرة نحو تدمير الذات ) ، أما الشعب الجزائري فهو يعيش اليوم بين ( غُـصَّـتَـيْنِ ) الأولى أنه يتذكر زمن البحبوحة المالية حينما كان يرى بأم عينيه ضياع ملايير الملايير من الدولارات "في مشاريع كارطونية يضحك بها الحركي الحاكم على الشعب الجزائري طيلة 56 سنة ، بالإضافة إلى تدفق أموال الشعب في سراب الصحراء والبلاد جامدة في مكانها لم تتحرك قيد أنملة نحو التنمية الاجتماعية أي انعدام أي مشروع حقيقي للتنمية البشرية الجزائرية ،والغصة الثانيةوهي أن أحرار الشعب الجزائري وحرائره يروا أمامهم أن كل المؤشرات تؤكد عودة أزمة انهيار أسعار المحروقات الكلاسيكية ( الغاز والنفط ) قد بدأت معالمها تظهر في أفق 2019 وربما بطريقة أكثر دراماتيكية من أزمة 2014 ،في حين أن كل هموم حكام الحركي الذين تركهم الاستعمار الفرنسي مزروعين في بلادنا يفعلون بنا ما يشاؤون ، هي أن يُـشْبِعُوا غريزة اللصوصيةفيهم والحرص على المزيد من إفراغ الجزائر من أي شيء ينفع الشعب الجزائري - بعد تدمير الدولة - وما على هذا الأخير إلا أن يرمي نفسه في البحر أو في نار الجحيم ،وكما يقول علماء الاقتصاد من " تَوَقّفَ فقد تأخر " أي إن الذي تتوقف عنده مسيرة التطور التنموي فهو يتقهقر نحو الحضيض الاقتصادي والجزائر مثال صارخ عن الدولة الفاشلة بامتياز التي يجب أن تُدَرَّسَ في الجامعات كنموذج للدولة الغنية والشعب الفقير جدا لأنها توقفت منذ 43 سنة تاريخ نزاع الصحراء ( هذا على الأقل إن لم تكن منذ 56 سنة أي منذ مؤامرة الاستقلال المفترى عليه ).... ولا شك أن نزاع الصحراء قد أكل منا الأخضر واليابس ، فالجزائر منذ تورطت مع البوليساريو و حالتها الاقتصادية تتدهور لأن حكامها كانوا ينظرون ( وهم يضحكون ) ينظرون للأموال المتدفقة على البلاد من الغاز والنفط وكأن هذه الأموال ستبقى كنزا لايفنى وأنها أموال تخصهم وحدهم دون غيرهم ولا حق للشعب الجزائري فيها لأن هذا الشعب الجزائري هو مجرد " رعايا " ينتظرون ( الصّدَقَة ) أو المنحة أو العطايا من أسيادهم الحكام الحركي الذين هم مجرد شيوخ فقدوا القدرات العقلية وغرقوا في أزمات نفسية أدت بالبلاد إلى حضيض التخلف الاقتصادي والاجتماعي ، وقد مرر حكام الجزائر سياستهم هذه ( بالظحك ) حسب نطق مساهل اللساني ... نعم الضحك على الشعب الجزائري بشتى الوسائل ...وهذا دليل قاطع على أن الجزائر في عام 2018 تعيش الفوضى العارمة على جميع المستويات لأن الشيوخ من الحركي الذين زرعهم بيننا المستعمر الفرنسي وخرج من الجزائر شكليا ( لأن الجزائر لا تزال تابعة فعليا لفرنسا تلعب بها كما يلعب القط بالفأر وهو يطمع في التخلص من مخالبه عبثا ) ، هؤلاء الشيوخ ضحكوا ولا يزالون يضحكون على الشعب الجزائري ، فالذي لم تستطع فرنسا الدولة القوية فعله ضد الرجال الفحول الذين استشهدوا في سبيل الجزائر بالملايين ، استطاع الجنرال دوغول أن يفعله بتواطؤه مع بومدين في مؤامرة البيان رقم واحد ( عام 1961 ) الذي أصدره بومدين للتخلص من حكومة فرحات عباس المدنية سنة قبل توقيع وثيقة الاستقلال المزور بالتآمر مع الجنرال دوغول عام 1962 ....
فهل دولة الجزائر التي انهار فيها كل شيء وأصبحت جثة تتكالب عليها سكاكين الانتهازيين لتقطيع لحم شعبها وامتصاص ما بقي من دمائه و التي بات تدميرها تدميرا نهائيا ظاهرا في الإفق ، فهل دولة هذه حالتها في الحال والمستقبل يمكن أن تواجه مشاكلها الاقتصادية القاتلة ( بالظحك ) يا عبد القادر مساهل ؟... يحق لنا أن نسجل لعبد القادر مساهل نقطة مهمة حينما اعترف لنا أمام العالم بإحدى الأساليب التي يواجه بها الحركي الحاكم في البلاد المشاكل المستعصية ألا هو أسلوب ( الظحك ) على ذقون البشر والجزائريين على الخصوص ... هذه هي جزائر القرن 21 التي كثيرا ما تُرَدِّدُ فئات عريضة من الشعب الجزائري أنها كانت قبل الاستقلال المزور لعام 1962 تعيش أفضل بكثير من معيشة اليوم ففي ذلك الوقت على الأقل كانت خيرات المنطقة المغاربية كلها تعم على شعوبها وقد كان الاستعمار الفرنسي يساهم في توزيع مواد المعيشة على الأقل على الدول التي يستعمرها وبالمحاصصة الدقيقة بعد أن يفيض الخير على الوطن الأم فرنسا ... تأملوا هذه المأساة العبثية ، كان المستعمر أرحم من أبناء جلدتنا علينا الذين هم اليوم يسخرون من مطالبنا المعيشية الدنيا بل ويزيدون في تعميق مشاكلنا اليومية بافتعال نزاعات في الشرق والغرب والجنوب ...
فهل الدولة التي بلغ بها الأمر أن تُدَبِّرَ شؤونَها بالمكالمات الهاتفية بين الماسكين بزمام التحكم في البلاد ( سياسة – أمن – قضاء ) ، فهل يقال عن هذه الدولة بأنها دولة مؤسسات ؟ إنها دولة مؤسسة الشبكات : شبكات المافيات من مافيات الحشيش الى مافيات الهيرويين ومافيات تجارة البشر والسلاح إلى مافيات شبكات الهاتف الذي يطاردون به المواطنين ويُصْدِرُونَ الأحكام الجائرة بالهاتف ضد الأبرياء فقط لأنهم صدحوا بكلمة الحق ، وعلى رأس كل مافيا من هذه المافيات عدد من جنرات العسكر الفاسد ...
لقد أرسلت الدولة الجزائرية عبد القادر مساهل ليشارك في حل معضلة أكلت لحم الشعب الجزائري وشربت دماءه حتى جفت آخر قطرة دم من عروقه طيلة 43 سنة ، أرسلته ( ما يسمى بالدولة ) ليقول لنا " جينا نظحكوا شي شويا "علما منا أن الدولة الجزائرية كانت تخصص لتلك القضية الشخصية ( نعم هي قضية شخصية بين بومدين والحسن الثاني ركب عليها الانتهازيون من جميع الدول المغاربية والإفريقية ) كانت تخصص لها الدولة الجزائرية كل سنة ميزانيات وميزانيات خلال 43 سنة حتى أصبحت عظام الشعب الجزائري بارزة يشفق من حاله العدو قبل الصديق ، وأنا أتحدث عن الزوالي الجزائري الذي يشكل نسبة 99 % من الشعب الجزائري الخنوع والمقموع المبهدل المستعبد ، هذا المساهل أرسلته الدولة الجزائرية ليشارك في حل تلك المعضلة فإذا به يقول بكل صلف وخسة ودناءة ووساخة مُخ ، يقول :" جينا نظحكوا شي شويا " ... لقد كان متعمدا أن يرسل تلك الرسالة للشعب الجزائري خاصة وأن المبعوث الأممي كوهلر قد منع جميع الوفود من الإدلاء بأي تصاريح ، لقد امتنعت جميع الوفود إلا وفد العصابة الحاكمة في الجزائر... وهل لعناصر العصابة – أي عصابة كانت - هل لعناصر العصابة أخلاق وشرف تخشى عليها من الخدش ؟؟...
أكلتم من خيرات الشعب الجزائري كل شيء أيتها العصابة الحاكمة في الجزائر وزدتم على ذلك الاستفزازات المجانية ....فعوض التخفيف عنا عبء ضيف ثقيل استضفناه 43 سنة تقول لنا ونحن نتأمل خيرا في تلك المائدة المستديرة أن تبشرنا بتخفيف ذلك العبء تقول أنت لنا :"جينا نظحكوا شي شويا "... الشياطين تخجل من مثل تلك الرسائل الموجهة للشعب الجزائري المقهور.
أما المغرب فكما قال السيد نور الدين بوكروح " لقد أخذ المغرب الفريسة ونحن ننفق الأموال الطائلة على ظل الفريسة " ....
وأخيرا شكرا جريدة الجزائر تايمز على خبر استيراد حاويات القمامة من الخارج إلى الجزائر ... لقد كان خبرا في محله يؤكد أن مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضحك علينا طيلة 56 سنة، فمن استيراد الخبز الجاف واستيراد حاويات القمامة إلى الكشف عن الهوية الحقيقية للمافيا الحاكمة في الجزائر باستيراد الكوكايين وما خفي عنا يعلمه الله ....
وإلى فضيحة أخرى من فضائح مساهل ....
سمير كرم