عاشت فرنسا السبت الماضي أحداثا كبيرة، تميزت بالتظاهرة الاحتجاجية الوطنية للسترات الصفراء، والتي خلفت خسائر كثيرة سواء فيما يتعلق بالممتلكات العامة أو الخاصة، وإصابات في صفوف رجال الأمن والمحتجين، وتم اعتقال حوالي 678 شخصا بينهم 412 في باريس وحدها و263 مصابا و112 سيارة محروقة و130 محلا تم نهبها.
لقد سكت الإعلام الفرنسي وصمت صمت أهل الكهف تجاه هذه الأحداث باستثناء وصف المحتجين بالمخربين، بينما لم يشر إلى الاعتقالات الجارية في صفوف المحتجين وهل يتعلق الأمر بمحتجين سلميين أم من استغلوا الأحداث للتخريب، وهو نفسه الإعلام الذي كان لا يتورع في وصف زعماء حراك الريف بالقادة التاريخيين والأبطال وشبههم أحيانا بغاندي، وكان يتغاضى عن أعمال العنف والتخريب التي مارسها هؤلاء طوال أشهر عديدة.
ومن المضحك أن بعض القنوات الفرنسية تبث برامج للمسابقات وبرامج ترفيهية رغم اشتعال النيران في باريس وغيرها من المدن، وقنوات أخرى، المعروفة بتغطيتها لكل الأحداث الدولية تكتفي بقصاصات قصيرة وأخبار على الشريط المكتوب.
أما الحقوقيون في المغرب فقد أصيبوا باللقوة، أي العجز المطلق عن الكلام وهم من يتحدث عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وكأن المصير الاجتماعي للشعب الفرنسي لا يعنيها، ولكن الحقيقة تكمن في أن الكثير من المنظمات مرتهنة للغرب الذي يمنحها التمويلات.