من ينكر أن مبادرة ملك المغرب لإنشاء آلية خاصة ومتميزة ( من أجل حل مشاكل عداوة 60 سنة بين حكام الجزائر والمروك )، من يعتبر أن مباردة الملك عادية ولم تأت بجديد فهو لا يعرف مدى عمق الكراهية للمروك التي تنخر عقول المافيا الحاكمة في الجزائر منذ 60 سنة ، لذلك فمن يُـبَخِّـسُ جدية هذه المبادرة ليس جزائريا حقيقيا وليس مغربيا حقيقيا وليس مغاربيا بل هو مجرد ( ناصت ) للأخبار السطحية المسطحة القادمة من البلدين ( الجزائر والمغرب ) وهو غريب عما يجري بين البلدين ...
مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تغتال مبادرة ملك المغرب وتتسرع بقولها بأنها" لا حدث ":
من شدة ( الدوخة ) والتيه والضياع الذي تعيشه الجزائر سارعت إلى تسريبات غير رسمية كان من بينها تسريب خبر يقول بأن مباردة الملك بإنشاء آلية خاصة لحل مشاكل الجزائر مع المغرب ليست شيئا يذكر وكان التعبير المستعمل هو مبادرة الملك المغربي هي " لا حدث " ، ولا يعبر ذلك إلا على درجة الحقد والكراهية لدى المافيا الحاكمة في الجزائر لكل شيء جدي ومعقول قادم من المغرب حتى ولو كانت جداول من الذهب الإبريز والجواهر الثمينة تتدفق من غرب الجزائر قادمة من المغرب حتى و إن كانت تخدم صالح الشعب الجزائري الاستراتيجية مباشرة ، أي كل خير قادم إلى الجزائر من جهة المغرب يجب أن يمر عبر قنوات اللصوصية والمؤامرات ودسائس حكام الجزائر حتى لا يعرف الشعب عن خيرات الجزائر شيئا ، ويجب أن تبقىأيادي مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر متمسكة بقوة بالشاذة والفاذة القادمة من المغرب لن تفلت منها قيد أنملة.... مع العلم أن مبادرة من المغرب كانت ستزيل أطنان التراب والرمال والأحجار والصخور المطمورة بين الجزائر والمغرب والتي تكدست وتراكمت طيلة 60 سنة : كانت مبادرة الملك ستتخصص في فك كل خيط من خيوطها المتشابكة لتفكه عن غيره حتى تنحل كل العقد المبين شابكة بين البلدين ( أنا أخاطب الذين يعرفون عمق الروابط الجزائرية المغربية من جهة ومن جهة أخرى يعرفون الظلم الذي لقيه أشقاؤنا في المغرب من طرف حكام الجزائرمثل طرد 350 ألف مغربي ليلة عيد الأضحى في شهر دجنبر 1975 و تحت وطأة شدة البرد القارس ، حيث فَرَّقوا بين الزوج وزوجته والعكس بالعكس والآباء عن الأبناء وانتزعوا لهم ما كان يملكه أجداد أجدادهم منذ قرون في الجزائر من عقار ومتاع ، وللحقيقة كنا ننتظر ردة فعل مماثلة للمرحوم الحسن الثاني بطرد نفس العدد من الجزائريين من المغرب لكن نبله وشهامته العربية الأصيلة لم تسمح له بذلك ) .. نعود ونقول كل شيء قادم من المغرب فهم يقتلونه في المهد بل يقلبون معانيه ومفاهيمه ، لأن الحركي الحاكم في الجزائر يمتلكون قدرة خارقة للعادة على تسفيه كل ما هو جادٌّ ومعقول وصادر عن مواقف رجال السياسة الشجعان من مثل بيتر فان فالسوم الذي بصق في وجوههم وقال لهم وكرر ذلك عدة مرات حتى بعد أن خرج ملف الصحراء المغربية من بين يديه ظل يبصق على وجوه حكام الجزائر بصفة مباشرة وغير مباشرة قائلا لهم " أنتم لا تملكون القدرة والشجاعة ونبل الأخلاق للسعي إلى " التوافق على أساس الواقعية " في كل شيء ... وقد أثبتوا أنهم طاقة خارقة للعادة على تدمير الذات الجزائرية ومن يُكَذِّبُ هذا الكلام فليقول للشعب الجزائري أين ذهبت تريليونات الملايير من الدولارات الجزائري التي تبخرت في الهواء طيلة 56 سنة ؟ فدول لا تملك شيئا مما نملك ولها صيت وقيمة بين دول العالم بينما نحن أصبحنا أضحوكة العالم شاء من شاء وكره من كره ، نحن دولة غينة بما أعطاها الله لكننا كبشر نعيش فوق أرضها فقاقير نقتات من الرشوة الهزيلة التي يستفيد منها سفهاء الشياتة في الجزائر لإسكات الشعب ، كما نقتات من مزابل الشياتة وشياتة الشياتة الخ الخ .....
حكام الجزائر بعد ذبح مبادرة ملك المغرب تُـسْرٍعُ إلى إقبارها في مقبرة الاتحاد المغاربي :
بعد ذبح مبادرة ملك المغرب ، مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تسرع في إقبارها في مقبرة عتيقة تسمى " اتحاد المغرب العربي " ... من لا يزال يذكر هذا المولود المبتسر أي الذي خرج قبل وقته أو بلغة أطباء الأطفل فهو " خديج " أي ناقص وخرج بالقسر ولغايات في نفس كل رئيس دولة من الدول الخمس فمات المسكين في الحين ، وحينما يعلن حكام الجزائر عن دعوة وزراء خارجية دول الكمنطقة المغاربية للاجتماع فذلك لإقبار مقتترح ملك المغرب الخاص بالجزائر والمغرب . فماذا سيفيد هذا الجهاز المحنط والمكفن في كفن المومياء والذي عششت فيه كل الحشرات والهاموش... فقد يستغرق نفض الغبار لتجلية قشرة هذه المؤسسة المسماة " اتحاد المغرب العربي " مدة 43 سنة أخرى وهي نفس عمر النزاع بين الجزائر والمغرب في موضوع الصخراء المغربية ، لا يمكن لسياسي أن ينكر بأن المرحوم الحسن الثاني حينما أراد أن يتخلص من صداع ملف الصحراء المغربية بينه وبين الجزائر والبوليساريو فقد أقلى به في سلة مهملات الأمم المتحدة منذ وقف إطلاق النار ... كذلك حكام الجزائر حينما تلقوا مبادرة ملك المغرب بتخصيص آلية خاصة لفض النزاعات المعقدة بين الجزائر والمغرب فقد ألقوا بهذا الملف إلى منظمة مقبورة اسمها " اتحاد المغرب العربي " .. وهكذا سيبقى النزاع تتقاذفه الهيئات والمنظمات الدولية إلى يوم القيامة خاصة وأن الأمم المتحدة تنصفي كل قراراتها أن المسؤول الحيد عن معالجة ملف الصحراء هو الأمم المتحدة ، فلماذا يتنكر حكام الجزائر لمبادرة ملك المغرب التي ستخفف عن الأمم المتحدة ثقل ملف الصحراء المغربية وما يحمل من تعقيدات قد تكون الآلية الخاصة التي اقترحها المغرب آلية لطمر أزمة الثقة المفقودة بين الحاكمين في البلدين وبناء علاقات جديدة على أسس شفافة واضحة يطرح كل طرف مصالحه العليا ( وهذا ليس عيبا بين الدول ) ليعرف كل واحد مدى تعارضها مع الطرف الآخر ... قد يكون الأمر مجرد " شحنة عاطفية تبرز من خلال كلامهم وتصرفاتهم ومنطقهم في الحديث فيما بين الطرفين ساهمت فيه أطراف معادية للجزائر والمغرب معا ليخلو لها الجو بسياسة فرق تسد ... من هذا المنطلق نستنتج أن المغرب منذ تولية الملك الذي لم جديدا لأنه مكث في الحكم مثل ما مكثه بوتفليقة مع وجود الفارق كما يقول الفقهاء ( لامقارنة مع وجود الفارق ) نقول من هذا المنطلق نستنتج أن ملك المغرب منذ توليته العرش قدم ثلاثة مبادرات أشادت بها كلها الدول العظمى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ، كانت الأولى حينما مد الملك يده لحكام الجزائر ودعا إلى فتح الحدود وطي صفحة الماضي وتطبيع العلاقة بينه وبين الجار الشرقي ، وكانت الثانية هي اقتراح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كحل توافقي واقعي ليخرج الجميع من هذا النزاع لا غالب ولا مغلوب ويحفظ للعصابة الحاكمة في الجزائر ماء وجهها إن بقي فيه قطرة ماء ، وكانت الثالثة هي الأخيرة التي اقترح فيها ملك المغرب زحزحة المياه الآسنة العفنة بين الجزائر والمغرب باقتراحه الآلية الذكورة التي لا علاقة لها بتاتا لا بالاتحاد الإفريقي ولا الاتحاد المغاربي ... لكن حكام الجزائر يقبرون كل مبادرة للتقارب بين الدولتين أما الشعبان فلا يحتاجان لوسيط يقرب بينهم لأن جذرهما واحد وأنا أقصد الشعب العربي الأمازيغي المغاربي وليس الحركي وحفدة الجنرال دوغول وشياتيهم من المتسلطين على الشعب الجزائري ....
عود على بدء :
تعيش الجزائر كلها في دوخة مصيبة فراغ مؤسسة الرئاسة التي تسيربالتفويض للمجهول، ومصيبة الحزب الوحيد الحاكم وما يجري بداخله بين الانتهازيين والمحيطين به والحرب الدائرة في داخله على مناصبه التي تضمن السرقة على المكشوف ، ومصيبة الأفق المظلم للاقتصاد الجزائري الذي عادت لِـتُهَدِّدَهُ مخاطر انهيار سعر الغاز والنفط ، وقد تكون 2019 الضربة القاضية للجزائر على جميع الأصعدة ، فإلى أي جهة سيتجه حكام الجزائر ، لذلك فهم يخبطون ذات اليمين وذات الشمال ، وماذا ننتظر من شيوخ جفت أدمغتهم ولم يبق فيها ذرة من المادة الرمادية لإنتاج الفكر السليم ...
وآخر الكلام : لاعلاقة على الإطلاق بين مبادرة ملك المغرب واتحاد المغرب العربي المقبور نهائيا ....ومن يحاول تقريب الأمرين لبعضهما بعضا فهو كمن يحاول إدخال الجمل في سم الخياط ....
سمير كرم