بقلم: محمد البريني
فشلت، إلى حد الآن، كل مخططات جماعة «العدل والإحسان». استعملت في التسعينيات احتلال الشواطئ، وحاولت تحويلها إلى مراكز تدريب وتجنيد أنصارها، وتحضيرهم للانقضاض على المجتمع المغربي، لكن التصدي الحازم للدولة، حرر الشواطئ فاضطرت إلى التخلي عن هذا الأسلوب. استولت على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وحاولت شل نشاط الجامعات، وجعلها بؤرا ينطلق منها إشعاعها، لكن قوتها ما فتئت تضعف. بشرت أنصارها بموعد حدوث ما أسمته بـ«القومة»، التي تمكنها من الاستيلاء على الحكم في المغرب وإقامة الخلافة حسب منظور شيخها عبد السلام ياسين، لكن «القومة» لم تقع.
وعندما انطلقت الانتفاضات في تونس ومصر، وأسقطت زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وبدأ التحضير لحركة «20 فبراير»، ظنت أن الوقت حان للركوب على موجة الاحتجاجات والتحكم فيها وقيادتها نحو أهدافها المتمثلة في السطو على الحكم، وتتويج عبد السلام ياسين خليفة وأميرا للمسلمين. لكن أحلامها تبخرت، مرة أخرى.
ثم عارضت الجماعة مشروع الدستور الجديد، ففشلت، كما فشلت في إقناع الناخبين بعدم المشاركة في الاستفتاء عليه، أو بمقاطعة الانتخابات التي سجلت مشاركة أحسن من تلك التي سجلت عام 2007. مرت الانتخابات في أجواء أحسن بكثير مما كان عليه الأمر في الماضي، وأسفرت عن نتائج لم يطعن فيها أي حزب من الأحزاب المشاركة فيها، وتبين أن المغرب سائر، بتصميم واقتناع، في إنجاز مشروعه الديمقراطي.
هذه التطورات كلها، لم تكن تخدم أجندة جماعة «العدل والإحسان». بالعكس، خيبت أحلامها، ودفعتها إلى الكشف أكثر عن نواياها في بلاغها الذي أعلن عن توقف مشاركتها في حركة «20 فبراير»، وفي تصريحات فتح الله أرسلان، أحد زعمائها، لعدد من وسائل الإعلام. وخلاصة ما يستشف من كل ذلك هو أن جماعة عبد السلام ياسين تحضر لتحركات، ربما، أكثر تطرفا، وأنها تراهن على فشل حكومة عبد الإله بنكيران، لانها تتوهم أن هذا الفشل حتمي، وأنه سوف يفسح لها مجال التعبئة أكثر من أجل تغذية حلمها بحدوث «قومتها».