شرع "أصدقاء" بوعشرين، ليس لوجه الله، وإنما لمصالح أخرى، لا تقيم أي وزن لشرف مواطنات هذا البلد، في التباكي على الحكم الصادر على المتهم، معتبرين إياه ظالما، لأن العقوبة التي أدانه بها القضاء تصل إلى 12 سنة.
و يريد "أصدقاء" بوعشرين أن يمارسوا اليوم نوعا من الضغط من أجل، ليس إثبات براءته، لأن كل الحجج تدينه، وإنما لتحويل الأنظار عن صلب الموضوع الذي حوكم من أجله، و أن يوهموا الناس أن "بوزنطيط" كما وصفه المحامي زيان، وهو قائد هيئة دفاعه، ضحية حرية التعبير، وليس ضحية شهوته التي جعلته يستبيح أجساد النساء كلما غادر الصحافيون قاعة التحرير، مستغلا وضعه كمشغل، في حق العاملات بمؤسسته، وفي حق الراغباب في العثور على عمل يضمن لهن لقمة عيش.
ولم يعد "أصدقاء" بوعشرين، بعد صدور الحكم، يتكلمون عن أشرطة الفيديو التي توثق لجرائم المتهم، الذي كان يطلب من إحدى الضحايا أن تمص أصبع رجله، وأن تلج أصبعها في مؤخرته، ومن ضحيتين أن يمارسا الجنس المثلي أمامه، بل شرعوا في محاولة ربط ما جرى له بالافتتاحيات التي كان يوقعها على ظهر الصحفة الأولى لـ "أخبار اليوم"، وهي افتتاحيات لم يستدعى يوما إلى مخفر الشرطة من أجلها، بل ظل يضرب أخماسا في أسداس، وفق منطق يخدم أجندة بنكيران والتيار العالمي الإخوان المسلمين، وأصدقائه المقربين جدا إذا ما دعت الحاجة إلى ردع بنكيران نفسه، من دون أن يحاسبه أحد على مواقفه وأرائه التي تدخل في صميم حرية التعبير.
طبعا، أصدقاء بوعشرين يريدون اليوم إلباس الحق بالباطل، وتحويل الأنظار عن الحقيقة المرة، التي تفضح هذا السلوك النذل، لرجل سخر "زنطيطه" لاغتصاب أجساد النساء، وقلم الرصاص لخدمة أجندة "أصدقائه"، فلما جنى الأول على الثاني جاؤوا يتباكون حاملين قميصه الملطخ بدم فض البكارات، مدعين أن بوعشرين أكلته افتتاحياته، رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن بوعشرين نحر مستقبله على نصب شهوة "زنطيطه" لا أقل ولا أكثر.
عبدالعزيز المعداني