كتبت كريمة بوتخيل، رئيسة مقاطعة تابريكت والقيادية في حزب العدالة والتنمية، تدوينة فيسبوكية، تحاول من خلالها تسييس الجرائم الجنسية لتوفيق بوعشرين، وقالت إنه صحافي واجه الحيتان الكبيرة، وأصبح مراقبا فاتهموه بتسجيل فيديوهات مع موظفات، معتبرة أن الأمر متعلق بسيناريو بئيس وتهمة تستحمر عقول الشعب، مطالبة بالحرية لبوعشرين.
ولعل مثل هكذا تدوينات هي من لوثت المشهد السياسي وأغرقته في البورباغاندا ومحاولات استغباء واستبلاد المغاربة، فعندما تستعمل مسؤولة منتخبة مصطلح الحيتان الكبيرة، لتصنع لها عدوا مفترضا شبيها بأسطورة "بوعو"، فنحن أمام البحث عن جهة ما مجهولة لنرمي عليها بلاء بوعشرين، وإلا فعلى بوتخيل أن تحدد هؤلاء الحيتان الكبيرة وتسمي الأشياء بمسمياتها، لنميز الخبيث من الطيب.
وقالت بوتخيل إن بوعشرين اتهموه بتسجيل فيديوهات مع موظفات، مما ينم عن جهلها بالقضية، لقد اتهموه باغتصاب الموظفات واستغلالهن جنسيا، وإشباع رغباته ونزواته، وابتزهن بالتسجيلات للعودة إلى مكتبه، ومحادثات الواتساب موجودة في المحاضر، وبوعشرين اعترف بعلاقته الرضائية، وبعض المصرحات اللائي لم يردن تقديم الشكاية اعترفن بإقامة علاقة جنسية مع المتهم، وإحدى المشتكيات جلس على بطنها وهي حامل، ولم يستطع مواجهتها في المحكمة ونظر إلى الأرض نظر المغشي عليه من الموت، فمن في نظرك يحاول استحمار الشعب، أم هي حمية الجاهلية؟!
وأما المطالبة بالحرية لبوعشرين فهي في حد ذاتها جريمة يجب أن يجر صاحبها للمحاكمة والمتابعة، إذ أن المحكمة قررت إدانة المتهم وحكمت عليه بـ12 سنة سجنا نافذا، بعد تسعة أشهر من الجلسات والمرافعات، وفي محاكمة عادلة تتبع الجميع أطوارها، ولكنولكنا كانت المسؤولة المنتخبة لا تعترف بسلطات القضاء، فهذا أمر آخر، يستوجب قولا آخر.
لكن الغريب هو أن هذه الرئيسة التي تتحدث لغة الاستحمار والحيتان الكبيرة، فشلت في تدبير المقاطعة التي تترأسها، محاطة بالحيتان الكبيرة للعمل الجمعوي بسلا، المحسوبة على البيجيدي، والتي تقسم الغنائم فيما بينها، واحترفت إحداث القاعات الرياضية وتدبيرها، للاستفادة من مداخيلها.
ولمعرفة نسبة نجاح الرئيسة بمجلسها، الذين يظن بعضهم أن الله لم يهد سواهم، فعليك القيام بجولة في شوارع المقاطعة، لتستمتع بعمق الحفر وتقاربها، والمطبات العشوائية التي وضعت دون احترام المعايير، فأغلب سيارات ساكنة المقاطعة تهالكت بسبب رداءة جودة الطرق، ولم تصلح بعضها منذ سنوات، في عهد المجالس السابقة، ومن أين لها بالإصلاح ورئيستنا مشغولة بالدفاع عن مغتصب النساء؟!